مفاكهة الخلان في حوادث الزمان

ابن طولون الصالحي ت. 953 هجري
122

مفاكهة الخلان في حوادث الزمان

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

المغرب إلى بيتهما، واختفوا في جانب من البيت، فلما كان أواخر الليل أشارتا إلى سيدهما ومكنوهم من قتله، فضربوه بالسكاكين في جانبه الأيمن والأيسر وفي رأسه، ومكنوهم من أخذ المال ألفين، وخرجتا معهما على البوابين فأرادوا قتلهما، ففتحا وخرجوا جميعًا بالمال؛ وظن الناس في النائب أنه أشار لجماعة جيران المقتول، منهم والي البر المخصي، ودواداره قطج، ولغط الناس في ذلك، وغضب لذلك، فأراد الله براءته، فجاء نصراني من حارة النصارى من جيران الحاجب الكبير تمربغا، الذي يقال عنه إن أصله فرنجيًا، وأخبر لخال الأسياد، أن أمير آخور الحاجب المذكور وأستاداره دخلوا إلى مكان كذا ومعهم نساء صفتهم كذا وكذا، ففي الحال أعلم النائب، فبعث قطج دواداره إليهم، فكبسوا، فأتى بإحدى الجاريتين وهي السرية الكبرى الخاص، وأمير آخور المذكور، والدوادار أيضًا، ماشيين، ومعهم بعض المال، وهرب الخازندار بالسرية الأخرى ببعض المال. فلما كان بكرة يوم الثلاثاء سابع يوم من القتلة، رابع عشرين رجب، أمر النائب بأن يؤتى بهم من بيت قطج القريب إلى دار المقتول مزنجرين، على الهيئة التي دخلوا بها الجابية والسرية بلبسها الخاص، وهي طاقية بلؤلؤ، وحلق خاص مذهب، وقمجون أحمر، فوقه كبر خاص أبيض، ثم أخذت الطاقية وألبست طرطور المساخر. فأغمى عليها قرب دار السعادة، فأدخلوا على النائب وهو في الاصطبل، ففي الحال أمر بتخوزقهم على أوتاد ممدودة بجانب الخندق تجاه الاصطبل المذكور، فمات الرجلان، واستمرت السرية حية وهي مخوزقة، تحادث الناس ويحادثونها إلى وقت العصر، فأمر النائب بتخزيقها ثانيًا فماتت، وكان يومًا مهولًا. ثم في يوم الأربعاء خامس عشرينه قبض على السرية الأخرى، وهي الصغرى، فرئيت حبلى فأمر النائب لأجله بتغريقها لا بتخزيقها، فعريت بالوادي الأخضر قبلي الوراقة العزية، وثقلت بحجارة وألقيت في ذاك الماء العميق ببردى، عند جسر طوغان، من فوقه. وفي يوم الأربعاء ثاني شعبان منها، سافر قاضي الحنفية بدر الدين بن أخي القاضي الشافعي إلى جزين وبلادها، وخرج في أبهة هائلة. وفي بكرة يوم الأحد سادسه أرسل النائب جماعة من مماليكه إلى بيت ناظر الجيش، وكيل السلطان الجديد، ابن النيربي، فهرب من بيته إلى بيت جاره عبد النبي، فقبضوه وأتوا به ماشيًا حافيًا، وأدخلوه إلى القلعة. وفي هذه الأيام نادى النائب بتدريب الجارات، وتواترت الأخبار بأن الدوادار الكبير آقبردي دخل مصر؛ وأن قرقماس الذي كان حاجبًا بدمشق ولي نيابة

1 / 142