93

Mudkhal Kabir

تصانيف

فأما الشمس فإن أكثر فعلها في ركن الحرارة النارية الدالة على الكون والمريخ أكثر فعله في ركن الحرارة النارية المفسدة وأما عطارد فإن أكثر فعله في ركن البرودة واليبوسة الأرضية الدالة على الكون وزحل أكثر فعله في ركن البرودة واليبوسة الأرضية المفسدة التي لا ينبت ولا يتكون منها شيء والزهرة والقمر أكثر فعلهما في البرودة والرطوبة المائية المنشئة للحيوان والنبات والذنب أكثر فعله في البرودات المفسدة والمشتري أكثر فعله في الحرارة والرطوبة الهوائية المكونة المقوية للحيوان والنبات والرأس أكثر فعله في الحرارة والرطوبة الهوائية التي فيها بعض الفساد الفصل الثاني في تحديد أحكام النجوم والمنجم

قد ذكرنا فيما تقدم أن لقوة حركات الكواكب فعلا في هذا العالم وذكرنا كيفية وجود تلك الأفاعيل التي تكون من قوى حركاتها فأما علم تلك القوى فإنه يقال له علم أحكام النجوم فأما اسم الإنسان العالم بقواها فإنه يقال له المنجم فلنحد كل واحد من هذا الذي ذكرنا بحد حقيقي ليظهر لنا معناه

فأقول إن حد علم أحكام النجوم هو معرفة ما يدل عليه قوة حركات الكواكب من زمان معلوم على زمانه ذلك وعلى الزمان الآتي المحدود فأما المعرفة التي ذكرنا في الحد فهي كالجنس وأما سائر ما يتبعه فهو كالفصول

وأما قولنا في الحد ما يدل عليه قوة حركات الكواكب فإنما قلنا ذلك لأن لقوة حركاتها فعلا في هذا العالم وقد أنكر كثير من الناس أن يكون شيء من الأشياء يدل على شيء وهو غير ذلك الشيء فقلنا إن المتفق عليه عند الأوائل أن الدال على الشيء هو غير الشيء وذلك كما نرى في الأشياء الموجودة كالرعد والبرق اللذان يدلان على المطر وهما غير المطر والدخان قد يدل على النار والدخان غير النار والحائط المبني قد يدل على الباني الذي بناه والحائط غير الباني وأشياء كثيرة قد تدل على شيء من الأشياء وهي غير ذلك الشيء وهذا ظاهر بين العلماء

صفحة ٢٣٢