47

Mudkhal Kabir

تصانيف

فرددنا عليهم قولهم بحجتين إحداهما أنا قلنا إن المنجم إذا أراد أن يحكم على شيء فإنما يعتمد فيه على النظر إلى طبيعة الكواكب وخاصيتها ورب برج كل واحد منها وشرفه وأر باب مثلثاته وموضعه من الوتد وما يليه والساقط وحلوله من بيت المال وبيت الإخوة وسائر بيوت الفلك ودلالاتها على الأقاليم وسائر الأدلة الكلية التي لها ثم يحكم على قدر ما يدل عليه فأما درجة الكوكب فإن لها دلالة جزئية إنما يستعملها أصحاب النجوم في أشياء خواص فإن كان في موضع الكوكب خطاء دقائق أو درجة لم يضر صاحب الحكم ذلك والحجة الثانية أن على المستعمل لصناعة الأحكام إذا أعطاه الحاسب مواضع الكواكب من البروج لبعض الأوقات أن يخبر أن تلك المواضع التي فيها الكواكب تدل على كذا وكذا فأما تصحيح درج الكواكب وفي أي موضع هي من بروجها على الحقيقة فإنما ذلك على أصحاب الحساب وقياس ذلك المتطبب فإنما عليه أن يخبر عن طبيعة كل دواء لأي شيء يصلح ولأي الأمراض ينفع فأما طلب العقاقير في البلدان ودقها ونخلها فليس ذلك على الطبيب وإنما هو على أصحاب العقاقير وكذلك المحتج لصناعة الأحكام المثبت لها الحاكم على ما يدل عليه الكواكب إنما عليه أن يبين أن للكواكب فعلا في هذا العالم بالحجج ويخبر بعللها وبما يدل عليه من طبائعها وخاصيتها ومسامتتها للمواضع وبمواضعها في كل برج وعلى الحساب أن يصححوا درجها فإن جهل أحد منهم حقيقة ذلك كان عيب ذلك الجهل راجعا على ذلك الحاسب لأنه جهل ما يجب عليه أن يتعلمه من صناعته على أن القوم الذين اقتصروا من علم الكل على التقويم بالزيجات الجزئية اقتصروا من علم الكل على شيء ضعيف الأصل لأنهم إذا فتشوا عن أصولها وجدوا فيها من الفساد والاختلاف ما لا يقفون معه على حقيقة شيء منها وإذا قوموا الكواكب بكل واحد منها ثم تفقدوا مواضعها من البروج ومقارنة بعضها لبعض وجدوا بين ما يخرج لهم من الحساب بها وبين ما يرونه بالبصر أو يخرج لهم من القياس بالآلات الصحيحة شيآ بعيدا من الخلاف ولهم فيما هم فيه من الدهش والحيرة بسبب اختلافها شغل عن عيب علم أحكام النجوم

وما منعنا أن نذكر ما في كل واحد من الزيجات من الفساد إلا الإ بقاء على مودة كثير من إخواننا ممن يستعملها ويكسب بها والتي ينبغي أن يعتمد عليه أصحاب الأحكام وكل المستعملين بحساب الكواكب السريعة والبطيئة السير إنما هي مواضعها التي توجد بالقياسات الصحيحة في كل زمان بالحلق والآلات الموصوفة في كتاب المجسطي لأنه بتلك الآلات توجد مواضعها بالعيان وجودا لا يشك في صوابه ومن ذلك الكتاب ينبغي للناظر في علم أحكام النجوم أن يتقدم في علم كل شيء يحتاج إليه من كيفية علم الأفلاك والكواكب وكمية حركاتها وسائر حالاتها

صفحة ١٣٦