34

Mudkhal Kabir

تصانيف

والحجة الثانية أن الكليات إنما يقال لها كليات بأجزائها والأجزاء ئنما إنما هي أجزاء للكل والشخص الواحد إنما هو جزء من أجزاء كل النوع والنوع إنما هو نوع بالأشخاص المفردة التي تحته فإن كانت الكواكب تدل على النوع فهي أيضا تدل على الشخص الواحد الذي لذلك النوع لأنها إذا دلت على نوع الإنسان الكلي الذي يقال على كل شخص من أشخاص الناس وعلى نوع الفرس الذي يقال على كل واحد من الأفراس فهي أيضا تدل على الأشخاص الوحدانيات التي هي إنسان واحد كسعيد وخالد وفرس واحد وإذا دلت على الأشخاص المفردة فهي تدل إذا على أجزاء تلك الأشخاص التي هي الرأس واليد والرجل وعلى كيفياتها التي هي البياض والسواد وغيرهما من الكيفيات وعلى حالاتها التي هي المرض والصحة والقيام والقعود وسائر الحالات فالكواكب إذا لها الدلالة على الأشخاص المفردة وعلى أجزاء الأشخاص وعلى كيفياتها وحالاتها الكلية والجزئية

الصنف الثالث وأما الصنف الثالث فهم قوم من أهل النظر والجدل ردوا علم أحكام النجوم وقالوا إن الكواكب لا دلالة لها على شيء مما يكون في هذا العالم واحتجوا على ذلك بأن قالوا إن النجوم لا تدل على الممكن فنذكر الآن حجج بعض الأولين الذين دفعوا الممكن ثم نثبت الممكن ثم تبين أن الكواكب تدل على الممكن

إن القوم الذين دفعوا أحكام النجوم لعلة الممكن احتجوا بأن قالوا إن الفيلسوف ذكر أن أحوال الأشياء في العالم ثلاثة واجب كالنار حارة وممتنع كالإنسان يطير وممكن كالإنسان كاتب والنجوم إنما تدل على عنصرين الواجب والممتنع فأما الممكن فإنها لا تدل عليه فصناعة النجوم باطلة

صفحة ١١٠