339

والرد على وجهين أحدهما أن يتصل الكوكب بكوكب تحت شعاع الشمس فلا يقوى على إمساك ما قبل منه فيرد عليه والثاني أن يتصل الكوكب بكوكب راجع فيرد عليه ما قبل منه لرجوعه فربما كان رده بصلاح وربما كان رده بفساد فأما رده بصلاح فهو على ثلاث جهات إحداها أن يكون المدفوع إليه يقبل الدافع والثاني أن يكون الدافع مستقيم السير والمدفوع إليه المحترق أو الراجع كلاهما في وتد أو ما يلي وتدا والثالث أن يكون الكوكب الراجع المحترق القابل ساقطا والكوكب الدافع في وتد أو ما يلي وتدا فإذا كانا هكذا وقبل الساقط أو المحترق أو الراجع التدبير أفسد الحاجة فلما رد القابل إلى الدافع وكان الدافع في موضع جيد أصلح الحاجة بعد الفساد

وأما رده بفساده فهو على جهتين إحداهما أن يكون الدافع ساقطا والراجع أو المحترق المدفوع إليه في وتد أو ما يلي وتدا فإذا رد إلى الدافع ما قبل منه لحال رجوعه أو احتراقه ولم ينهض به فسدت الحاجة بعد الاستقامة والثانية أن يكون الدافع والقابل ساقطين أو محترقين فيرد إليه ما قبل منه لحال رجوعه أو كونه تحت الشعاع وقد أفسد تدبيره ولا يقوى الدافع على النهوض به فذلك حين يدل على أن الحاجة ليس لها أول ولا آخر

والانتكاث أن يكون الكوكب متصلا بكوكب فقبل أن يبلغه يرجع عنه فيبطل اتصاله

والاعتراض أن يكون كوكب خفيف كثير الدرج وكوكب آخر أثقل منه وأقل درجا وكوكب ثالث أخف من ذلك الخفيف يريد الاتصال بالثقيل فيرجع الخفيف الكثير الدرج فيتصل بالثقيل برجوعه ثم يجوزه فيكون اتصال ذلك الثالث الذي هو أخف من الخفيف بهذا الراجع الذي هو أثقل منه لا بالثقيل

والفوت أن يكون كوكب ذاهب إلى الاتصال بكوكب فقبل أن يبلغه ينتقل المتصل به إلى برج آخر فإذا تحول الدافع يكون بعض الكواكب أقرب إليه منه فيكون اتصاله بالكوكب الآخر ويبطل اتصاله بالأول

صفحة ٧٨٠