وأما القمر فإن له من الشمس ست عشرة حالا فأما الأولى فهو إذا كان معها متقدما لها أو متأخرا عنها بمقدار تلك الدقائق التي ذكرنا أن الكوكب إذا كان بينه وبينها مثلها يقال له صميمي فإذا جازها إلى المغرب انتقل إلى الحال الثانية ويقال له محترق فيكون على حاله إلى أن يصير بينه وبينها ست درجات لأنه أقرب ما يكون من الشمس حين يرى في خط الاستواء في أطول البروج مطالعا هناك إذا كان بينه وبينها تمام هذه الدرجات ولا يرى عندهم فيما دون هذه الدرج فإذا جاز هذه الدرج انتقل إلى الحال الثالثة ويقال له تحت الشعاع حتى يتباعد منها في المغرب اثنتي عشرة درجة فإذا جاز هذه الدرج انتقل إلى الحال الرابعة ويكون على حاله إلى أن يتباعد منها خمسا وأربعين درجة وهو حيث يصير في جرمه ربع الضوء فإذا جاز هذه الدرج انتقل إلى الحال الخامسة إلى أن يصير بينه وبينها تسعون درجة فإذا جاز هذه الدرج انتقل إلى الحال السادسة إلى أن يصير بينه وبينها مائة وخمس وثلاثون درجة وهو حيث يكون في جرمه ثلاثة أرباع الضوء فإذا جاز هذه الدرج انتقل إلى الحال السابعة إلى أن يكون دون الاستقبال باثنتي عشرة درجة فإذا كان بينه وبين استقبالها هذه الدرج انتقل إلى الحال الثامنة إلى أن يقابلها فإذا قابلها انتقل إلى الحال التاسعة فإذا جاز استقبالها انتقل إلى الحال العاشرة فيكون على حاله إلى أن يتباعد من استقبالها اثنتي عشرة درجة فإذا جازها انتقل إلى الحال الحادية عشرة فيكون على حاله إلى أن ينقص من جرمه ربع الضوء وهو حيث يبعد عن استقبالها خمسا وأربعين درجة فإذا جازها انتقل إلى الحال الثانية عشرة حتى يتباعد من استقبالها تسعين درجة ويبقى في جرمه نصف الضوء فإذا جازها انتقل إلى الحال الثالثة عشرة إلى أن يكون بينه وبينها خمس وأربعون درجة ويبقى في جرمه ربع الضوء فإذا جازها انتقل إلى الحال الرابعة عشرة فلا يزال على حاله إلى أن يكون بينه وبينها في المشرق اثنتا عشرة درجة فإذا كان منها على مثل هذه الدرج انتقل إلى الحال الخامسة عشرة وصار تحت الشعاع فلا يزال على حاله إلى أن يكون بينه وبينها ست درجات فإذا كان بينهما هذه الدرج انتقل إلى الحال السادسة عشرة ويقال له محترق فلا يزال على حاله إلى أن يكون بينه وبينها قدر تلك الدقائق التي يقال لها صميمي ولكل واحد من هذه الحالات دلالات على أشياء سنذكرها في كتابنا هذا في المواضع التي يحتاج إلى ذكرها فيها الفصل الثالث في حالات الكواكب من أرباع الفلك وبيوتها ومقدار قوة أجرامها
صفحة ٧٣٨