وكذلك يقال أيضا إن الطبائع أقدم من المطبوع بالمرتبة وقد كانت الطبائع ولا مطبوع وكانت أنواع الحيوان والنبات والجواهر في الطبائع بالقوة إذ لا مطبوع ولا يكون قوام المطبوع إلا باعتدال الطبائع ولا قوام الطبائع في المطبوع إلا باعتدال التركيب ولا يكون تركيب إلا بمركب ولا مطبوع إلا بعلة وإنه ممتنع أن يكون المركب هو ركب ذاته أو يكون المطبوع هو علة طبع ذاته وإن كان ذلك كذلك فلا بد من أن يكون علة طبعت المطبوع من الطبائع وركبت المركب وفصلت بين أنواع الحيوان والنبات والجواهر من الطبائع والصور
فتبين الآن أن الله الخالق البارئ تبارك وتعالى جعل للكواكب دلالات وحركات طبيعية وأنه بما ينفعل عن قوى حركاتها الطبيعية في الأركان الأربعة يكون تركيب المطبوعات وتفصيل جميع الأنواع من الطبائع والصور بما في الأنواع من الفصول ثم تبين فيما يستقبل أن ما ينفعل فيها عن قوة الشمس هو أقوى على تركيب الأشخاص الطبيعية وتفصيل جميع الأنواع بعضها من بعض واتفاق النفس الحيوانية والبدن بإذن الله
أما المطبوعات فهي ما ينطبع من هذه الطبائع الأربعة من جميع الأشخاص والصور هي التي تترأس على الطبائع وتشكلها إلى جوهريتها وتجتلب وتتخذ من الطبائع أدوات تلائمها حتى يظهر ما في الطبائع بالقوة إلى الفعل فهذا فعل الصور في جميع الحيوان والنبات والمعادن
صفحة ٩٤