165

Mudkhal Kabir

تصانيف

وأما المشتري فإن خاصية فعله في الأزمنة الاعتدال وهبوب الرياح الشمالية المعدلة للطبائع وأما الزهرة فإن خاصية فعلها في الأزمنة الاعتدال والترطيب فجعلوهما سعدين وأما عطارد فلأن خاصية فعله في الأزمنة أن يغيرها تغييرا قليلا إلى الرياح واليبس ولا ينقله عن طبيعة الاعتدال فجعلوه سعدا إلا أنه لكثرة اختلاف حاله في الرجوع والاستقامة وسرعة الحركة وإن فعله في الأزمنة تغييرها إلى الرياح واليبس القليل والرياح سريعة الحركة والتغيير من حال إلى حال واليبس ركن مفعول به يقبل اختلاف التغييرات من الركنين الفاعلين كما ذكرنا في القول الثاني جعلوه ممازجا لما يخالطه من البروج والكواكب متغيرا إلى طبيعتها منتقلا إليها قابلا مقو يا لها وقالوا إن عطارد مع السعود سعد ومع النحوس نحس ومع الذكران ذكر ومع الإناث أنثى ومع النهارية نهاري ومع الليلية ليلي وهو في كل برج ومع كل كوكب مثل طبيعة ذلك البرج والكوكب ويفعل فعله فأما إذا كان عطارد في البروج وحده ولم ينظر إليه شيء من الكواكب فإنه يظهر خاصيته ويصير سعدا إلا أنه قد يقبل طبيعة البرج الذي يكون فيه من الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة

صفحة ٣٨٨