وأما المشتري فإن خاصية فعله في الأزمنة الاعتدال وهبوب الرياح الشمالية المعدلة للطبائع وأما الزهرة فإن خاصية فعلها في الأزمنة الاعتدال والترطيب فجعلوهما سعدين وأما عطارد فلأن خاصية فعله في الأزمنة أن يغيرها تغييرا قليلا إلى الرياح واليبس ولا ينقله عن طبيعة الاعتدال فجعلوه سعدا إلا أنه لكثرة اختلاف حاله في الرجوع والاستقامة وسرعة الحركة وإن فعله في الأزمنة تغييرها إلى الرياح واليبس القليل والرياح سريعة الحركة والتغيير من حال إلى حال واليبس ركن مفعول به يقبل اختلاف التغييرات من الركنين الفاعلين كما ذكرنا في القول الثاني جعلوه ممازجا لما يخالطه من البروج والكواكب متغيرا إلى طبيعتها منتقلا إليها قابلا مقو يا لها وقالوا إن عطارد مع السعود سعد ومع النحوس نحس ومع الذكران ذكر ومع الإناث أنثى ومع النهارية نهاري ومع الليلية ليلي وهو في كل برج ومع كل كوكب مثل طبيعة ذلك البرج والكوكب ويفعل فعله فأما إذا كان عطارد في البروج وحده ولم ينظر إليه شيء من الكواكب فإنه يظهر خاصيته ويصير سعدا إلا أنه قد يقبل طبيعة البرج الذي يكون فيه من الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة
صفحة ٣٨٨