فقد بان لنا وظهر أن من كواكب الفلك سعودا ومنها نحوسا وأن السعادة والنحوسة منها ما يكون في تفصيل الأنواع المختلفة من الجنس الواحد ومنها ما يكون في تركيب كل شخص من أشخاص النوع الواحد وما فيه من الكيفيات المخالفة لغيره كما هو موجود في فضل بعض الأشخاص على بعض ببعض الخاصيات والحالات التي تنسب إلى ذلك الشخص مما ليس في غيره من شخص ذلك النوع الفصل الخامس في معرفة أي الكواكب سعد وأيها نحس
قد ذكرنا في الفصل الذي قبل هذا أن في الفلك سعودا ونحوسا فنريد أن نبين أيها السعود وأيها النحوس فأقول إن تركيب الأشخاص إنما يكون باعتدال الطبائع واعتدال الطبائع إنما يكون باعتدال الزمان واعتدال الزمان إنما يكون بما ينفعل عن قوة حركات بعض الكواكب فيه ذلك الاعتدال فما كان من الكواكب مما يستدل به على اعتدال الزمان والكون والحياة في هذا العالم فهو سعد وما كان منها مما يستدل به على إفراط الزمان بالحر أو بالبرد وعلى الفساد والتلف وشبهها فهو نحس ومن هذه الجهة عرفت الأوائل أي الكواكب السعد وأيها النحس وأيها الممتزج وأيها الحار وأيها البارد وأيها الرطب وأيها اليابس وأيها الذكر وأيها الأنثى وأيها الليلي وأيها النهاري وسائر ما ينسب إليها وتسمى بها الكواكب بما وجدوا من قوى حركاتها في هذا العالم في حالات الأزمنة بالاعتدال والصلاح أو بالإفراط والفساد لا لأنها في أنفسها حارة أو باردة أو رطبة أو يابسة أو نهارية أو ليلية أو شيء من هذه الأشياء الموجودة التي هي دون فلك القمر
صفحة ٣٨٠