فأما معرفة قوة المد أو ضعفه وكثرة مائه أو قلته فإنه ينظر فيه من ثمانية أشياء الأول بعد القمر من الشمس وزيادته في الضوء ونقصانه منه والثاني زيادة تعديل القمر على وسطه أو نقصانه منه والثالث موضع القمر من فلك الأوج وبعده أو قربه من الأرض والرابع صعوده أو هبوطه في الفلك المائل وجهة عرضه والخامس كون القمر في البروج الشمالية أو الجنوبية والسادس الأيام التي تسميها البحريون الذين في المغرب وأهل مصر وما يليها أيام زيادة الماء ونقصانه وهذه الجهات الستة هي من خاصية دلالة القمر والجهة السابعة معرفة قوة المد وضعفه من طول النهار والليل وقصرهما من خاصية دلالة الشمس والثامنة معرفة الرياح المقوية للمد والجزر
فأما الجهة الأولى في معرفة كثرة ماء المد أو قلته فأن تنظر في حالات القمر فإن له أربعة مواضع تختلف فيها حالاته ودلالته على كثرة ماء المد وقلته ويكون ذلك على قدر حاله من الشمس أولها اجتماع القمر مع الشمس والثاني إذا كان بين القمر وبين الشمس تسعون درجة ويكون في جرم القمر نصف الضوء وهو زائد في الضوء وهو التربيع الأول والثالث إذا كان القمر في مقابلة الشمس والرابع إذا كان بين القمر وبين الشمس تسعون درجة وهو حيث يبقى في جرمه نصف الضوء وهو ناقص وهو التربيع الثاني
صفحة ٢٨٨