صلى الله عليه وسلم
بأفراد الناس متناسيا ما جاء في التوحيد من صفات الرسالة، والجائز لها والمستحيل عليها، وفي حقه نزلت هذه الآية:
لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا
أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون
فقد ميز الله عبده ورسوله عن البشر في دعائه أيضا بغير ما يدعو الناس بعضهم بعضا، وجعل دعاء الرسول كدعاء الناس بعضهم بعضا عنده محبطة للعمل. وهذه الآية الكريمة
إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا * والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا
ففي هذه الآية نرى أن الله قرن عذاب من يؤذي الرسول بعذاب من يتطاول عليه جل وعلا، وجعل عذاب المؤمنين افتراء وبهتانا.
فالمسلمون يعلمون حق الرسالة فلا يتجاوزونها ولا يتجاهلونها، والمسلمون يبرأون من الشرك والمشركين، ويبرأون من رمي أهل الملة بالشرك أو الكفر. وعلى محمد بن عبد الوهاب - ومن كان معه ومن تابعه على مذهبه إلى يوم القيامة - وزر كل دم سفك وكل دم يسفك تحت هذه الدعايات التي لا يراد بها إلا سياسة الدنيا والوصول إلى الأغراض النفسانية.
فهم هؤلاء اليوم إلى ما كانوا عليه من شرب الدخان، كما أنهم ليشربون الخمور، وقد أباحوا لغير المسلمين دخول الحرمين الشريفين. وهم يكرمون أهل الملل الأخرى إكرام التابع للمتبوع ويحتقرون الإسلام والمسلمين. وقد صدوا الناس عن المسجد الحرام، فلا يحج إلا من دفع المكس وأدى الخراج لهم.
وقد ضربت القضية العربية في مركز نهضتها بأيديهم، فمزقت أيدي سبا وذهبت وحدتها، فهي اليوم فوضى متقطعة مشتتة. وماذا عسى أن تفعل جامعة الأمم العربية بعد التفرقة وتأكيدها، إلا أن يبقى كل شيء غير موحد وبأيد عاجزة عن سياسة الأمم وإدارة الممالك، فتبقى على عجزها في خطر أثناء الليل وأثناء النهار بلا حول ولا قوة.
صفحة غير معروفة