وكانت هذ المذكرة المثبتة ترجمتها إلى العربية هنا وهي:
بناء على وفاة عمي الشريف عبد الإله بن محمد أمير مكة بعد عزل ابن عمي الشريف علي بن عبد الله بن محمد وخلو مقام الإمارة، ولكوني أسن العائلة الهاشمية وأحقها بمقام الآباء فأسترحم جلالة السلطان أن يتكرم بإيصالي إلى حقي الذي لا يخفى على جلالته مع صداقتي وإخلاصي.
وأخذت المذكرة بنفسي، وذهبت بها إلى الصدر الأعظم كامل باشا ودفعتها إليه، فلما قرأها سألني: هل أنت أكبر أنجال الشريف حسين؟ فقلت: كلا، بل أنا الثاني، والأكبر هو الشريف علي بن حسين. فقال: ولم لم يحمل هذه المذكرة هو؟ فقلت: إنه لا يزال يشتغل بمأتم العم الأكبر ووالد زوجته الأمير عبد الإله رحمه الله، فقال: أقبل أنامل والدك وأطلب إليك أن تبلغه بأن حقه لا يضيع إن شاء الله. فخرجت شاكرا وأنا في شك مما قال، فكتبت نسخة برقية إلى مقام السلطنة وهي هذه:
نظرا لشغور مقام الإمارة الجليلة بمكة المكرمة ولكوني صاحب الحق فإنني أنتظر من الأعطاف السنية السلطانية عدم حرماني حقي وتعييني في مقام آبائي.
وعنونتها بثلاثة عناوين للعرض على السلطان: «بواسطة الصدارة العظمى إلى الأعتاب السنية» و«بواسطة مشيخة الإسلام العليا إلى الأعتاب السنية» و«بواسطة رئيس كتاب القصر السلطاني إلى الأعتاب السنية».
وحضرت إلى الدار وأنا أحمل ما كتبت، فقلت لوالدي: إن الصدر الأعظم يقبل أناملك ويقول إن شاء الله لا يضيع لك حق، وإنه لمن المناسب إبراق برقية إلى جلالة السلطان بهذه العناوين. وفي تلك الليلة وبعد أن أبرقت البرقية، وردت برقية من رئيس كتاب القصر السلطاني يقول فيها: إن حضور والدي يوم غد في الساعة الثالثة صباحا مرغوب فيه لدى جلالة السلطان (الساعة غروبية).
ولقد توجه الوالد المرحوم إلى القصر السلطاني حسب الوقت، فعين أميرا على مكة، وعاد بعد الظهر وهو صاحب مقام آبائه. وكان من هذا التعيين أن أغضب حزب الاتحاد والترقي عليه - أي على والدي - فكان مبدأ الخلاف بينه وبين كل حكومة اتحادية، حتى وصلت الحالة من ذلك الاختلاف إلى حين ترؤسه رحمه الله حركة النهضة العربية في الحرب العامة السابقة، على ما سيجيء.
العبرة من التاريخ
نشير إلى من يتصفح ملخص التاريخ الإسلامي،
1
صفحة غير معروفة