به رسولي هو أنه كان ينوي الاستقلال عن القسطنطينية ويخشى أن يدعوني الباب العالي لاستبداله. وقد كان من السهل علي في ذلك الوقت أن أثير البلد. وهكذا، فإن الباي أجابني على الفور وقال بأنه ما علي إلا أن ألجأ إلى تونس حيث يستقبلني كأخ شقيق، إذا لم أعد أجد الأمن في بلادي فشكرته على حسن عواطفه ثم رفضت كل ما عرضه علي شخصيا واكتفيت بأن أوصيته خيرا بأعواني.
وبعد ذلك قصدت المكان المسمى بوحصيف في حدود التل، وكان جميع العرب التابعين لي قد تعرضوا لخسائر فادحة جعلتهم يعيشون في تقشف كبير. وعندما علموا بأن القموح تباع، في إيالة تونس، بأسعار موافقة، طلبوا مني أن أكتب إلى الباي ليسمح لهم بشراء ما يحتاجون إليه من مؤن. ولما كتبت، أعطى الباي في الحين، أمرا يسمح لهم بذلك ويعطيهم الأولوية على غيرهم. وفي الإجابة عن هذا الموضوع، ألح الباي من جديد علي أن أتوجه لولايته.
ويؤسفني أن أقول هنا بأن الرجال الذين ذهبوا إلى تونس لم يتصرفوا كما ينبغي. لقد اتبعوا نصيحة مفسدة أعطاهم إياها بوعزيز بن قانة. فنسوا أنهم لم يكونوا سوى ضيوف على هذا البلد وأنهم فيه محظوظون ومخصصون
1 / 83