١٥
وعندما وصلت إلى مكان يكاد يكون آمنا، كتبت إلى السلطان محمود أعلمه بكل ما جرى. ولم أستطع الإحجام عن رفع شكاوي شديدة اللهجة من الإهمال الذي تركت فيه فقلت: «انظروا، إنني رفضت التفاوض مع الفرنسيين وظللت أنتظر النجدات التي وعدتموني بها. إنني لم أفعل شيئا دون استشارتكم والعمل بنصائحكم، وها أنا الآن طردت من قسنطينة وأصبحت أتجول بين الأعراب. هل هذا هو جزاء ثقتي بكم وهل نفذتم ما وعدتموني به منذ سبع سنوات أليست طاعتي إليكم هي التي قادتني إلى هذا الوضع المؤلم وهل تتركونني على ما أنا عليه. إنني أخبرتكم وعليكم أن تفعلوا ما تريدون».
وفي هذه المرة بعثت رسالة عن طريق تونس، وكانت مصحوبة بأخرى إلى الباي الذي استقبل رسولي بكل حفاوة وإكرام وخصه بالضيافة اللائقة. ومما لا شك فيه أن تصرف الباي هذا لم يكن نتيجة حبه لي، لأننا كنا تعادينا عدة مرات أثناء ولايتي: عندما احتجز الإعانة التي أرسلت إلي وفي كثير من المناسبات الأخرى التي يبدي فيها غيرته من سلطاني. ولكن سبب الاستقبال الظاهري الذي خص
1 / 82