ولكن كيف أعيش معه؟ كيف أتحدث إليه؟ كيف أنظر في عينيه؟ كيف أترك له شفتي؟ كيف أمتهن روحي وجسدي معه؟
لا، لا، إن الخطأ الذي وقعت فيه لا يساوي كل هذا العقاب ... لا يساويه!
كل الناس تخطئ، الحياة تشتمل على الخطأ والصواب، بل إننا لا نعرف الصواب إلا من خلال الخطأ. ليس في الخطأ ضعف أو غباء، ولكن الاستمرار في الخطأ هو الضعف، هو الغباء ... •••
الناس يفتحون أفواههم في دهشة واحتجاج: كيف تركت زوجها؟ ولماذا؟
ما أجرأهم!
هؤلاء الناس الذين يسلمون لي أجسادهم وأرواحهم فأنقذها من الهلاك والموت، كيف لهم أن يحتجوا على شيء خاص بي؟ بل كيف لهم أن يبدوا لي الرأي؟ أنا التي أشير عليهم بما يأكلون وبما يشربون، وأشرح لهم كيف يتنفسون، وكيف ينامون، وكيف يعيشون، وكيف يتكاثرون ...
هل نسوا؟ أم إنهم يظنون أنني حين أخلع سماعتي ومعطفي الأبيض أخلع معهما عقلي وذكائي وشخصيتي؟
ما أجهلهم!
لقد ضيعت أمي طفولتي، والتهم العلم صباي وفجر شبابي، ولم يبق لي من شبابي إلا سنوات تعد على الأصابع، لن أضيعها! ولن أدع أحدا يضيعها.
5
صفحة غير معروفة