فاستجاب المستر بكوك للدعوة على الفور، وكان في تلك اللحظة منهمكا في البحث عما عسى أن يكون الحشو في جوف اللحم المحمر ...
وقالت العمة العانس في لهجة الولية الراعية: «يا عزيزتي إملي ... لا تتكلمي بصوت مرتفع يا حبيبتي.» فأجابتها هذه بقولها: «يا سلام ... يا عمتي!»
وهنا همست مس إيزابللا واردل لأختها إملي قائلة: «أظن أن عمتي والشيخ الكبير يريدان أن يستأثرا بكل شيء لنفسيهما!»
وضحكت الفتاتان من أعماق قلبيهما، غير أن العجوز حاولت أن تبدو متلطفة راضية، ولكنها لم تستطع.
وأقبلت على المستر طبمن تقول بلهجة رثاء رقيق: «إن للبنات أرواحا أي أرواح! كأن الأرواح الحية المرحة ممنوعة، وامتلاكها بغير رخصة جريمة نكراء!»
وأجاب المستر طبمن جوابا لم تكن تنتظره منه، فقد ذهب يقول: «أي نعم، إن لهن ما وصفت ... وهو شيء يبهج، ويبعث السرور.»
وقالت مس واردل متشككة: «هيم ...!»
وعاد المستر طبمن يقول مجاملا، وهو يلمس معصم راشل الفاتن بإحدى يديه، ويرفع الزجاجة في رفق بالأخرى: «هل تسمحين لي ...؟»
قالت: «أوه ... يا سيدي!»
وبدا المستر طبمن شديد الإغراء، وأبدت راشل خوفها من أن يعود الدافع إلى إطلاق النار؛ فتحتاج طبعا إلى من يسندها مرة أخرى ...
صفحة غير معروفة