وهكذا للمرة الثانية نرى طيبة المستر بكوك تورطه في مشروع، كان أحب إلى نفسه أن يكون بمنأى عنه.
قال: «وما اسم البيت؟»
وأجاب تروتر قائلا: «وستجيت هاوس يا سيدي، وما عليك إلا أن تنعطف يمنة عند خروجك من حدود البلدة، فتراه قائما بمعزل على قيد خطوات من الطريق العام، وتجد اسمه مكتوبا على لوح نحاسي فوق الباب.»
وقال المستر بكوك: «أعرفه، لقد رأيته مرة من قبل عندما كنت في هذه البلدة، لتثق إذن بي.»
وهنا انحنى المستر تروتر مرة أخرى، وتولى لينصرف، وإذا بالمستر بكوك يلقي جنيها من كفه قائلا: «إنك لإنسان بديع، وإني لمعجب بطيبة قلبك، لا شكر، تذكر الحادية عشرة.» وانصرف من الحجرة يتبعه سام.
وأجاب المستر تروتر: «لا خوف من أن أنساه يا سيدي.»
وقال هذا لصاحبه حين خرجا: «لم يكن بكاؤك فكرة سيئة، إني لمستعد أن أبكي سيلا كالمطر إذا كان هذا هو الشرط، كيف تيسر ذلك لك؟ قل لي بالله عليك.»
وأجاب جوب بلهجة الجد: «إنه ينبعث من القلب يا مستر ووكر، طاب صباحك يا سيدي.»
وقال سام في نفسه، عقب انصراف صاحبه: «أنت عميل لطيف، ولقد أخرجنا كل ما في صدرك على كل حال.»
وليس في إمكاننا أن نبين طبيعة الأفكار التي خطرت ببال المستر تروتر تماما؛ لأننا نعرف ما هي.
صفحة غير معروفة