وقال المستر بكوك: «إنني اللحظة أفكر في عجيب الصروف والتقلبات التي تتعرض لها شئون الناس وأمورهم.»
وأجاب الغريب قائلا: «آه ... قل لي هذا ... على باب القصر يوما، ويوما آخر يلقى من الشرفة ... أفيلسوف أنت يا سيدي؟»
قال: «مجرد ملاحظة للطبيعة البشرية وغرائبها يا سيدي.»
وأجاب الغريب: «آه ... وأنا كذلك، وأكثر الناس هكذا، هذا شغل من ليس له شغل ... وأنت يا سيد ... أشاعر؟»
فأجابه المستر بكوك بقوله: «إن لصديقي المستر سنودجراس نزعة قوية إلى الشعر.»
وقال الغريب: «... وأنا كذلك ... ولي ملحمة في عشرة آلاف بيت، نظمتها في ثورة يوليو ... ووضعت أبياتها في محل الواقعة ... عطارد نهارا، وأبوللو ليلا ... ضرب من مدافع الميدان ... وشعر عناء وألحان ...»
وانبرى المستر سنودجراس قائلا: «أكنت حاضرا ذلك المشهد المجيد يا سيد؟»
قال: «حاضرا، أحسبني كذلك،
1
وأطلقت فيه النار من بندقية ... وكان إطلاقي عن فكرة ... ثم اندفعت إلى حانة شراب ... فكتبت القصيدة ... ثم عدت ... طاخ ... طاخ ... فكرة أخرى ... والعودة ثانية إلى الحانة ... إلى القلم والدواة ... عدت كرة أخرى ... طعن وضرب ... أيام رائعة يا سيدي.»
صفحة غير معروفة