146

مذكرات بكوك

تصانيف

وعاد الرجل النحيل يسأل قائلا: «الحركة طيبة، هه؟»

وأجاب سام: ««طيبة جدا يا سيدي، فلا ينتظر أن نفلس، ولا أن نغتني، يكفينا أننا نأكل لحم الضأن المسلوق بغير قبار، ولا يهمنا الفجل الحراق ما دمنا نجد لحم العجول.»

وقال الرجل النحيل: «أراك ابن نكتة ... أفأنت كذلك؟»

وأجاب سام: «كان أخي الكبير مصابا بهذا المرض، ومن الجائز أنه من الأمراض المعدية ... وقد اعتدت أن أنام معه.»

وعاد السيد النحيف يقول وهو يدير عينيه فيما حوله: «وهل هذا الفندق القديم العجيب لك؟»

وأجاب سام بكل برود: «لو كنت أرسلت خبرا أنك قادم لأصلحناه ورممناه.»

وبدت على الرجل النحيف الحيرة من هذه الردود المسكنة؛ فاختلي بالسيدين البدينين للمشاورة، ولم يكد يتم تبادل الرأي حتى تناول شيئا قليلا من علبة سعوطه الفضية المستطيلة الشكل، وهم بتجديد الحديث، لولا أن أحد السيدين الضخمين، وهو رجل تلوح الطيبة على وجهه، ويضع منظارا على عينيه، ويلبس «طماقا» أسود اللون، بادر إلى التدخل قائلا لسام: «إن واقع الأمر هو أن صديقي هذا - مشيرا إلى السيد البدين الآخر - سيعطيك نصف جنيه إذا أنت رددت على سؤال أو سؤالين ...»

ولكن السيد النحيل قاطعه بقوله: «كلا ... يا سيدي العزيز كلا، يا سيدي العزيز! من فضلك اسمح لي يا سيدي العزيز! إن المبدأ الأول الذي ينبغي أن يراعى في هذه المسائل هو أنك إذا وضعت مسألة ما في يدي أحد أرباب المهنة، فلا يجوز لك بأية حال أن تتدخل في سيرها، بل يجب أن تضع فيه ثقتك المطلقة، وفي الحقيقة يا مستر ...»

والتفت إلى السيد الآخر البدين: «لقد نسيت اسم صديقك.»

وأجاب المستر واردل «بكوك»، ولم يكن الرجل المعني بالسؤال أحدا غير صاحب هذه الشخصية المرحة.

صفحة غير معروفة