وحين اقتربوا من البيت، كانت السيدات في الحديقة ينتظرن وصولهم، ويرتقبن الفطور، وظهرت السيدة العانس؛ فابتسمت وأشارت إليهم بأن يسرعوا، وتبين أنها لم تكن تعرف ما جرى ... لها الله ...! إن الجهل قد يكون أحيانا نعمة أي نعمة ...
وتدانوا ... وانثنت إيزابللا واردل تسأل قائلة: «ما الذي حدث للشيخ الكبير؟» ولكن العمة العانس لم تعبأ بهذا السؤال، وحسبت المستر بكوك هو المراد به، وكان المستر طبمن في تقديرها لا يزال فتى في نضارة الشباب، فقد كانت تنظر إلى سنه من خلال منظار مصغر!
وصاح المضيف الشيخ مشفقا على إزعاج ابنتيه: «لا تخفن.»
وكان القوم قد ازدحموا حول المستر طبمن وأحاطوا به، فلم يتبين لهن حقيقة الحادث، ولم يعرفن مداه .
وعاد الشيخ يقول: «ما الخطب؟»
وصاحت النساء: «ما الخطب؟»
قال: «إن المستر طبمن أصيب في حادث بسيط ... هذا هو كل ما في الأمر ...»
وما إن سمعت العمة العانس هذا القول، حتى أطلقت صرخة تشق الفضاء، وانطلقت في ضحكات «هستيرية».
وسقطت في أحضان ابنتي أخيها.
وقال الشيخ: «ارششن قليلا من الماء على وجهها ...»
صفحة غير معروفة