199

مذكرات هدى شعراوي

تصانيف

شقيقات الاتحاد النسائي

لم يكن الدور الذي قام به الاتحاد النسائي المصري مؤثرا في مستقبل الفتاة المصرية التعليمي فقط ، بل إنه امتد أيضا إلى دورها الاجتماعي، ولذلك فقد سعت سعادة عظيمة بتلك الرسالة التي وصلتني من إحدى الفتيات النابهات وهي الآنسة أمينة السعيد؛ حيث رأيت فيها ثمرة لمبادئ الاتحاد واستجابة من بنات مصر المثقفات لداعي الوطن، ورغبة منهن في خدمة البلاد.

وما أن وصلني خطابها حتى عرضته على جمعيتنا التي وافقت بمنتهى السرور والتقدير على تحقيق رغبتهن، وشكلت جمعية الشقيقات منها ومن الآنسات المثقفات، وقد أسهمن بقسط وافر في خدمة الاتحاد منذ شكلت لجنتهن، وانضممن إلى صفوف الاتحاد فيما بعد، وكانت لهن أدوار هامة في خدمة الوطن.

وهذا هو نص الخطاب الذي بعثت به الآنسة أمينة السعيد في 27 نوفمبر 1932:

حضرة السيدة الجليلة رئيسة الاتحاد النسائي المصري ...

أهدي عصمتك تحية الإجلال والاحترام ...

في يوم الجمعة 18 نوفمبر اجتمع فريق من الفتيات المصريات، وبعد تشاورهن قررن تأسيس جمعية منهن سمينها شقيقات النهضة النسائية، ولما كان الغرض الأكبر من ذلك هو إيجاد هيئة تتقدم بمجهوداتها إلى عصمتك كرئيسة للاتحاد النسائي لترفع عنك عبء العمل ولو قليلا، وتضع مجهوداتها وإن كانت ضئيلة بين يديك ورهن إشارتك في تنفيذ مشروعاتك النسائية، فلا شك في أن عملنا هذا ما هو إلا تلبية لداعي الوطن واعترافا بخدماتك الجليلة التي بذلت في سبيلها النفس والنفيس، ولم تألي جهدا في سبيل رفع شأن مواطناتك المعترفات بجميلك العظيم، فضربت لنا خاصة ولأمتك عامة المثل الأعلى في الوطنية المنزهة، وجدت بشخصيتك البارزة لقيادة بنات وطنك قيادة يعجز عنها عظماء الرجال، فكنت عزاء لمصر التي هي في حاجة قصوى لأمثالك ومثيلاتك.

ولسنا نريد تكوين هيئة جديدة، بل كل غايتنا أن نمدك بجماعة يملؤها نشاط الشباب وحماسه، ينفذن ما تأمرين ويعملن ما تشائين، فإن قبلت ما نقدمه لك من مجهود، فقد أنلتنا شرف العمل تحت قيادتك وأدخلت علينا غبطة واطمئنانا على شخصك الجليل الذي نشعر أنه مرهق بكثرة العمل والإجهاد.

وقبل أن أختم خطابي هذا، أدعو الله أن يمن على شخصك العزيز بدوام التوفيق وأن يكلل حسن مسعاك بالنجاح، وما زلت أيتها الزعيمة الجليلة مرشدة لأمتك ونصيرة لبنات جنسك والسلام.

عن شقيقات الاتحاد النسائي

صفحة غير معروفة