وختم الحفل الشاب قاسم أفندي أمين حفيد المرحوم قاسم أمين ونجل حضرة توفيق بك رشدي القاضي بمحكمة مصر، فشكر الاتحاد النسائي والخطيبات والخطباء الذين اشتركوا في حفلة التكريم بكلمات رقيقة، وقال: إن والديه سمياه باسم جده تيمنا باسم جده بذلك وأملا في أن ينهج نهجه.
الفصل الثامن والثلاثون
بدأت الحركة النسائية الأمريكية في تاريخ مواكب لتاريخ الحركة النسائية المصرية، ولذلك كان هناك اهتمام بما تحققه المرأة الأمريكية باعتبار أن هذا الدور يعطي صورة واضحة عما يمكن أن ينال اهتمام النساء في دول العالم المتقدم، وما يمكن أن تستفيد منه المرأة المصرية في هذا المجال، ومن هنا كان من الطبيعي أن تهتم الحركة النسائية المصرية بكل مؤتمر وكل إنجاز، وأن تتابع الصحافة المصرية معالم هذه النهضة لتفتح الأعين والأذهان على ما تحققه المرأة لخدمة الحياة العامة والاجتماعية.
وقد اهتمت الصحافة العالمية بالمؤتمر النسائي الأمريكي الذي عقد لمناقشة قضية السلام العالمي، وكتبت الصحف الإنجليزية تحت عنوان «نساء أمريكا ونساء العالم» تشير إلى ذلك المؤتمر الذي حضرته سبعمائة مندوبة من مختلف الولايات يمثلن عشرة ملايين امرأة في تلك البلاد، وقد بحث هذا المؤتمر موقف الحكومة الأمريكية إزاء دول العالم، وانتقد عزلة أمريكا وعدم تعاونها ومشاركتها في السياسة العالمية، وذهب المؤتمر إلى أن هذا الموقف هو الذي يفرض على الشعب الأمريكي بذل النفقات الطائلة لإنشاء أسطول عظيم يرقب الطوارئ ويدفع الملمات.
ومما يدل على أهمية هذا المؤتمر أنه قد حضره المستر دافيز وزير البحرية الأمريكية والأدميرال سكوفيلد بالنيابة عن الأساطيل، وقد ألقى كلاهما خطبة أيد بها سياسة تعزيز الأسطول الأمريكي لأغراض دفاعية فقط، ولكن المؤتمر النسوي استهجن هذا الأسلوب، وأصدر قرارا بأن الحكومة تسير على خطة من شأنها أن تزيد عوامل القلق وتجعل سلام العالم مهددا بأعظم الأخطار؛ لأن هذا البرنامج البحري الأمريكي سيزيد المنافسة بين الدول البحرية، وستؤدي الزيادة إلى تعكير جو السلام.
ولعل أهم القرارات التي أصدرها المؤتمر هو تنظيم خطة حملة عامة لتنوير أذهان الشعب الأمريكي وتحريضه على مطالبة الحكومة الأمريكية ببذل جميع المساعي الممكنة لحمل الدول على عقد محالفات متعددة لتحريم الحرب.
وقد وجه المؤتمر خطابا إلى المستر كوليدج رئيس جمهورية أمريكا، يستحثه به على استئناف المفاوضات مع الدول الأوروبية بقصد انضمام أمريكا إلى المحكمة الدولية.
وقد أثار هذا الموقف بعض الصحف الأمريكية، فانتقدت أعمال المؤتمر وقالت: إن المندوبات اللواتي حضرن المؤتمر لا يحجمن عن التضحية بمصالح الوطن بشرط المحافظة على السلام، وهي خطة لا تتفق مع الكرامة القومية في شيء، وليس للنساء شأن في الأمور الحربية حتى يتعرضن لها.
ولم تصمت المرأة إزاء ذلك ... فقد بعثت إحدى المندوبات برسالة إلى الصحيفة جاء فيها: «هناك أمور كثيرة نود نحن معشر النساء أن نعرفها، لقد كنا في الماضي مقيدات بقيود كثيرة، وكان يطلب منا أن نلزم عقر دارنا ونعنى بشئون بيوتنا، ولكن ذلك العهد قد انقضى وأصبح للمرأة في هذه البلاد وغيرها حقوق معترف بها، فهل يعاب علينا إذا نحن اهتممنا بمعرفة الأمور التي طالت خبرة الرجال بها، لقد اجتمع منا في هذا المؤتمر تسعمائة مندوبة يمثلن الملايين من النساء الأمريكيات، وإذا تذكرنا أننا شطر الأمة الذي يمد الوطن بالرجال، لم يبق وجه للاعتراض على عملنا ... إن خبرتنا بالشئون المنزلية قد علمتنا العناية بالأموال للاحتفاظ بميزانية الأسرة، وهذه الخبرة هي التي تدفعنا إلى الحرص على ميزانية الدولة ومنع كل عبث بها، فنحن نطلب أن نعرف - ولنا الحق أن نعرف - كيف تنفق الأموال وما هي وجوه ذلك الإنفاق.»
طريق السلام
صفحة غير معروفة