مذكرة فقه
محقق
صلاح الدين محمود السعيد
الناشر
دار الغد الجديد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٣٢٨ هجري
مكان النشر
مصر
تصانيف
باب المسح على الخفين والجبيرة
المراد بالخفين: ما يستر الرجل أو ما يلبس على الرجل من جلد أو قطن أو غيره.
والمسح عليها جائز بدليل على ذلك من الكتاب والسنة.
من الكتاب: قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: ٦] في هذه الآية قراءتان :
١- فـ (أرجلكم) الموجودة في المصحف.
٢- و(أرجلكم) الأولى بالفتح والثانية بالكسر تكون معطوفة على رءوسكم فهي ممسوحة.
والجمع بين القراءتين:
١- الأولى: التي بالنصب تقتضي أن تكون الرجل مغسولة.
٢- الثانية: التي بالكسر تقتضي أن تكون الرجل ممسوحة.
ويكون الجمع بما فسرته السنة وهو:
أن الرسول ﷺ كان إذا لبس الخفين مسح عليهما وإذا لم يلبسهما غسل قدميه إذًا تكون قراءة النصب إذا لم يلبس، والحكم الغسل، وقراءة الجر إذا لبس، والحكم المسح.
الروافض يقولون:
بمسح القدمين دائمًا سواء كان عليهما خف أم لا أخذًا بقراءة الجر والرد عليهم هو: نقول لهم: الذي يبين لنا أن قراءة الجر يراد بها إذا كان الإنسان لابسًا للخف السنة لأن الرسول ﷺ فسر لنا الآية ونزلها على حالين هُمَا:
١- لا تكون الرجل مستورة وفرضها الغسل وعليه يتنزل قراءة النصب.
٢- تكون الرجل مستورة وفرضها المسح وعليه يتنزل قراءة الجر، والدليل من السنة دلالة تواتره ، وهي دلالة قطعية.
ومن تلك الأدلة: قول المغيرة بن شعبة: ((كنت مع النبي ﷺ في سفر فتوضأ فأهويت
51