المذكر والمؤنث

ابن الأنباري ت. 328 هجري
85

المذكر والمؤنث

محقق

محمد عبد الخالق عضيمة

الناشر

جمهورية مصر العربية-وزارة الأوقاف-المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

مكان النشر

لجنة إحياء التراث

تصانيف

الأدب
النفوز: القفوز. والجِداية: الصغير من الظباء، وهذا أكثر من أن يُحصى، فلما كان كذلك كانت الناقةُ بمنزلة البعير وكان قولهم: ناقة ضامرٌ بمنزلة قولهم: بعيرٌ ضامرٌ، والمرأةُ لا تقع هي ولا أمثالُها على مذكر في حالٍ. فالتأنيث الذي فيها تأنيثٌ حقيقيٌ. ومما يدلك على ما وصفنا أنهم يقولون: الدابةُ اشتريته، والعظاءةُ رأيته، والشاة أعجبني. قال الشاعر: وكان انطلاقُ الشاةِ من حيثُ خيَّما فكفى بهذا فرقًا بين الناقةِ والشاةِ والدابة وبينَ المرأة والجارية وما أشبههما. وأما الذين ألزموا الفرَّاء أن يقولك طلق امرأتُك، وحاض جاريتُك، وطمثَ هندٌ؛ لأن الرجال لا حظ لهم في هؤلاء الأفعال فقولهم واضحُ الفسادِ؛ لأن التاء فرقُ فِعلٍ. لو أُلقيت التاء من فعلت، فقيل: طلق جاريتُك، وحاض هندٌ للزمنا أن نقول في المستقبل يطلقُ هندٌ، ويحيضُ جاريتُك، وهذا لا يجوز؛ لأن الياء علامةُ المذكرِ؛ فلا يجوز أن تُدخل علامة المذكر في فِعلِ المؤنث، فلما لم

1 / 134