قلت: أيفصل بين الركعتين الأوليين (¬1) وبين الركعة الأخيرة التي هي تمام السبع ركعات؟.
قال: نعم.
قال وقال حاتم بن منصور وغيره من فقهاء (¬2) خراسان: إن أبا عبيدة قال: لا تفصل بين الثلاث (¬3) ، إذا كنت توتر بثلاث (¬4) فلا تفصل بسلام بين الأوليين والثالثة (¬5) .
قال أبو المهاجر: لم أزل أسمع من غير واحد يحدث بذلك عن أبي عبيدة.
وحدثني من صلى مع أبي نوح صالح الدهان الوتر، فصلى بهم هذه الصلاة اثنتين وواحدة في رمضان ولم يفصل بينهما بسلام.
قال أبو المؤرج: لا يستنكر ذلك ممن فعله، قد (¬6) فعله الشيخ أبو عبيده رحمه الله غرة رمضان (¬7) غير مرة، واصل الركعة بالركعتين بغير (¬8) سلام وفصل بينهما بسلام، فأي الأمرين فعلت فحسن جميل.
{ص58}
باب القنوت والدعاء في الصلاة (¬9)
سألت أبا المؤرج: هل في الصلاة قنوت؟.
قال: حدثني أبو عبيدة أنه سأل جابر بن زيد عن ذلك فقال: الصلاة كلها قنوت، قال الله تبارك وتعالى: { أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما } فالصلاة كلها قنوت.
قلت (¬10) : يا أبا الشعثاء؛ ليس عن هذا أسألك، ولكن إنما أسألك عن الذي يفعل هؤلاء بعد الركوع، يدعون ويهللون وهم قيام (¬11) .
قال: هذا أمر محدث لا نعرفه ولا نؤثره عمن مضى من هذه الأمة.
سألت الربيع وأبا المؤرج: هل في الدعاء في الصلاة شيء مؤقت لا يدعو الداعي إلى ما سواه؟.
قال: ليس عندنا في ذلك شيء مؤقت (¬12) ، غير أن أفضل==
{ص59}
==ذلك أن يدعو بما في القرآن مما يجوز له أن يدعو به.
¬__________
(¬1) أتفصل بين ركعتين الأولتين).
(¬2) بزيادة (أهل).
(¬3) الثلاثة.
(¬4) بثلاثة.
(¬5) فلا تفصل بينهما بسلام) بدلا من (فلا تفصل بسلام بين الأوليين والثالثة).
(¬6) وقد.
(¬7) بدون (غرة رمضان).
(¬8) غير) وهي تصفيح واضح.
(¬9) باب القنوت).
(¬10) قلنا.
(¬11) يقومون ويدعون ويتهللون وهم قيام) بدلا من (يدعون ويهللون وهم قيام).
(¬12) وقت) بدلا من (شيء مؤقت).
صفحة ٢٩