316

الى ان بين المعنى اللغوي والاصطلاحي مناسبة ، والمناسبة تحصل ولو بحسب المآل .. انتهى.

قال في أدب الكاتب الأعجمي : الذي لا يفصح ، وان كان نازلا في البادية والعجمي : المنسوب الى العجم ، وان كان فصيحا.

والأعرابي : هو البدوي ، وان كان بالحضر.

والعربي : المنسوب الى العرب ، وان لم يكن بدويا .. انتهى.

قال في المثل السائر اعلم : ان باب الفصاحة والبلاغة ، باب متعذر على الوالج ، ومسلك متوعر على الناهج ، ولم يزل العلماء من قديم الوقت وحديثه ، يكثرون القول فيه ، والبحث عنه ، ولم اجد من ذلك ما يعول عليه الا القليل.

وغاية ما يقال في هذا الباب : ان الفصاحة : هي الظهور والبيان في اصل الوضع اللغوي يقال : افصح الصبح : اذا ظهر ، ثم انهم يقفون عند ذلك ، ولا يكشفون عن السر فيه.

وبهذا القول ، لا تتبين حقيقة الفصاحة ، لأنه يعترض عليه بوجوه من الاعتراضات :

احدها : انه اذا لم يكن اللفظ ظاهرا بينا ، لم يكن فصيحا ، ثم اذا ظهر وتبين ، صار فصيحا.

الوجه الآخر : انه اذا كان اللفظ الفصيح هو الظاهر البين ، فقد صار ذلك بالنسب والاضافات الى الاشخاص ، فان اللفظ قد يكون ظاهرا لزيد ، ولا يكون ظاهرا لعمرو ، فهو اذا فصيح عند هذا ، وغير فصيح عند هذا.

وليس كذلك ، بل «الفصيح» هو فصيح عند الجميع ، لا خلاف

صفحة ٣١٨