معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويسمى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
92

معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويسمى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٨ هـ

سنة النشر

١٩٨٨ م

الجملة وأسيرًا، والمراد بذلك أسير المشركين، فقريء عليه الكتاب وابنته تسمع، فلما انتهى إلى هذا الموضع قالت له: أخطأت يا أبت. قال: وكيف، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعَم ولا يقتل جوعا. فقال: صدقت. وقال شَيْذَلة في البرهان: يجوز نسخ الناسخ فيصير منسوخًا، كقوله: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦) . نسخها قوله: (فاقْتُلُوا المشركين) . ثم نسخ هذه بقوله: (حتى يعْطُوا الْجِزْيَةَ) . كذا قال، وفيه نظر من وجهين: أحدهما ما تقدمت الإشارة إليه. والآخر أن قوله: (حتى يعْطُوا الْجِزْيَةَ) - مخصِّص للآية لا ناسخ، نعم يمثل له بآخر سورة المزمل، فإنه ناسخ لأولها منسوخ بفرض الصلوات الخمس. وقوله: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا)، ناسخ لآية الكفّ، منسوخ بآية العُذْر. وأخرج أبو عبيد عن الحسن وأبي ميسرة، قالا: ليس في المائدة منسوخ. ويشكل بما في المستدرك عن ابن عباس أن قوله: (فاحْكمْ بينهم أو أعْرِضْ عنهم) المائدة: ٤٢، - منسوخ بقوله: (وأنِ احكم بينهم بما أنزل الله) . وأخرج أبو عبيد وغيره، عن ابن عباس، قال: أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة. وأخرج أبو داود في ناسخه من وجه آخر عنه، قال: أول آية نسخت من القرآن القبلة، ثم الصيام الأول. قال مكي: وعلى هذا فلم يقع في المكي ناسخ. قال: وقد ذكر أنه وقع فيه في آيات، منه قوله تعالى في سورة غافر: (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) . غافر: ٧. فإنه ناسخ لقوله تعالى: (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) الشورى: هـ.

1 / 93