معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويسمى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
91

معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويسمى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٨ هـ

سنة النشر

١٩٨٨ م

قال بعضهم: ليس في القرآن ناسخ إلا والمنسويخ قبله في الترتيب إلا آيتين: آية العِدَّة في البقرة، وقوله: (لا يَحِلّ لكَ النساء)، كما تقدم. وزاد بعضهم ثالثة، وهي آية الحشر في الفيء على رأي من قال إنها منسوخة بآية الأنفال: (واعْلَموا أنما غَنِمْتم مِنْ شَيْء) . وزاد قوم رابعة، وهي قوله: (خُذِ العَفْوَ) . الأعراف: ١٩٨، - يعني الفضْل من أموالهم على رأي من قال إنها منسوخة بآية الزكاة. وقال ابن العربي: كل ما في القرآن من الصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم فهو منسوخ بآية السيف، وهي: (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) . نسخت مائة وأربعًا وعشرين آية، ثم نسخ آخرها أولها. وقال أيضًا: من عجيب المنسوخ قوله تعالى: (خذِ العَفْوَ) . فإن أولها وآخرها - وهو: وأعرض عن الجاهلين - منسوخ، ووسطه محكم، وهو: وأمر با لعرْف. وقال: من عجيبه أيضًا آية أولها منسوخ وآخرها ناسخ، ولا نظير لها، وهي قوله: (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) المائدة: ١٠٥. - يعني بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذا ناسخ لقوله: (عليكم أنفسكم) المائدة: ١٠٥. وقال السعدي: لم يمكث منسوخٌ مدة أكثر من قوله تعالى: (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ) . مكثت ست عشرة سنة حتى نسخها أول الفتح عام الحديبية. وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨) . أن المنسوخ من هذه

1 / 92