354

المعتمد في الأدوية المفردة

تصانيف

* عنبر: « ع » العنبر فيما يظن نبع عين في البحر. والذي يقال إنه زبد البحر، أو روث دابة: بعيد. وأجوده الأشهب القوي، ثم الأزرق ثم الأصفر، وأردؤه الأسود، ويغش من الجص والشمع واللاذن والمنده، وهو صنفه الأسود، وكثيرا ما يوجد في أجواف السمك الذي يأكله ويموت، وهو حار يابس، يشبه أن تكون حرارته في الثانية، ويبسه في الأولى. ينفع المشايخ بلطف تسخينه، وفيه متانة ولزوجة، وخاصته: شدة التقوية والتفريح، يعينها العطرية القوية. وهو لذلك مقو لجوهر كل روح في الأعضاء الرئيسة، مكثر لها، وهو أشد اعتدالا من المسك. وهو نافع من أوجاع المعدة الباردة، ومن الرياح الغليظة العارضة في المعى، ومن السدد إذا شرب، وإذا طلي به من خارج، ومن الشقيقة والصداع الكائنين من الأخلاط الباردة إذا تبخر به، وإذا طلي به، ويقوي الأعضاء، ويقاوم الهواء المحدث للموتان إذا أدمن شمه والبخور به، وقد يسعط محلولا ببعض الأدهان المسخنة، كدهن المرزنجوش ودهن البابونج ودهن الأقحوان ودهن الحماحم، فيحلل علل الدماغ الكبار العارضة من البلغم الغليظ والرياح، ويفتح ما يعرض من لفائفه من السدد ويقويه على دفع الأبخرة والرطوبة المتراقية إليه، ويتخذ منه شمامات على مثال التفاح، يشمها من عرض له الفالج واللقوة والكزاز، فينتفعون بشمها، ويدخل في كثير من المعاجين الكبار. والجوارشنات الملوكية. ودخنته نافعة من النزلات الباردة، مقوية للدماغ، وإذا حل في دهن البان نفع من أوجاع العصب والخدر إذا دهن به فقار الظهر، وهو مقو الفم المعدة إذا غمس فيه قطنة ووضع عليه. وبالجملة، فهو مقو للأعضاء العصبية كلها، وإن طرح منه شيء في قدح شراب وشربه إنسان، سكر سريعا. « ج » هو عين في البحر، ويكون جماجم، أكبرها وزنه ألف مثقال، ويغش بالجص والشمع واللاذن. والأسود أردأ أصنافه، وكثيرا ما يوجد في أجواف السمك الذي يأكله فيموت، وفيه سهوكة، ومنه المنده، ولا رائحة له، وأجوده الأشهب القوي الدسم، ثم الأزرق ثم الأصفر. وهو حار في الدرجة الثانية. ينفع المشايخ بلطف تسخينه، ويقوي الدماغ والحواس والقلب تقوية عجيبة، ويزيد في الروح. وقدر ما يشرب منه: إلى دانق. « ف » يقال إنه عين في الهند، ويقال إنها تنبع من عين في البحر. أجوده الأشهب العلك الهندي. وهو حار يابس دون المسك، يقوي القلب والحواس، وينفع من أوجاع المعدة إذا طلي عليها. وقدر ما يستعمل منه: نصف مثقال. « ز » بدله: وزنه بالسواء أصطرك. وقيل: بدله قردمانا. والعنبر يستعمل فيما يستعمل فيه القردمانا.

* عناب: « ع » العناب حار رطب في أول الأولى. والحرارة فيه أغلب من الرطوبة، ويولد خلطا محمودا إذا أكل، وشرب مائه يسكن حدة الدم وحرافته. وهو نافع من السعال والربو ووجع الكليتين والمثانة ووجع الصدر. والمختار منه ما عظم حبه، وإن أكل قبل الطعام فهو أجود، ويلين خشونة الصدر منقوعا ومطبوخا. « ج » أجوده الجرجاني غير المتآكل، وهو معتدل بين الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، وإن كان إلى يسير رطوبة أميل. وقيل إنه حار رطب في الأولى. وقيل بارد يابس في الأولى. ينفع من حدة الدم لتغليظه إياه. وينفع الصدر والرئة. ويحبس الدم بقبضه، والماء المطبوخ فيه العناب يبرد ويرطب، ويسكن الحدة واللذع الذي في المعدة والأمعاء والسعال عن حرارة، ويلين خشونة الصدر والحنجرة، وهو يولد بلغما. « ف » من الثمار معروف، أجوده الكبار الحديث. وهو حار رطب في الأولى، يعقل الطبع، ويسكن حدة الدم، وينفع الصدر. والشربة منه: ثلاثون عددا. وإذا شرب مع السبستان والإجاص، أجزاء متساوية، نفع من هيجان الدم، والأورام الحارة منفعة عظيمة. ويسكن الصداع الحادث من الدم والصفراوية، وينفع من الصداع والشقيقة، ويقوي البدن، ويصفي اللون جدا.

صفحة ٤١٦