سارت سفائنهم والنوح يصحبها
كأنها إبل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمع وكم حملت
تلك القطائع من قطعات أكباد
سارت السفن بالمعتمد وآله وأتباعه في نهر الوادي الكبير، ثم في بحر الظلمات؛ حتى أرست على ساحل المغرب.
ولما خرج من السفين الأمير الجواد الأبي الصنديد، اجتمع إليه السوال يستجدون ويلحفون، جاءه الحصري الشاعر فرفع إليه أشعارا قديمة كان قد مدحه بها، وقصيدة استجدها، يقول المراكشي في كتاب المعجب:
ولم يكن عند المعتمد في ذلك اليوم ما زود به فيما بلغني أكثر من ستة وثلاثين مثقالا، فطبع عليها، وكتب معها بقطعة شعر يعتذر من قلتها سقطت من حفظي، ووجه بها إليه، فلم يجاوبه على القطعة على سهولة الشعر على خاطره، وخفته عليه - كان هذا الرجل، أعني الحصري الأعمى، أسرع الناس في الشعر خاطرا إلا أنه كان قليل الجيد منه - فحركه المعتمد على الله على الجواب بقطعة أولها:
قل لمن قد جمع العلم
وما أحصى صوابه
كان في الصرة شعر
صفحة غير معروفة