من بني المنذرين وهو انتساب
زاد في فخرهم بنو عباد
فتية لم تلد سواها المعالي
والمعالي قليلة الأولاد
وفد جدهم نعيم وابنه عطاف من العريش إلى الأندلس، واستوطنا إقليم إشبيلية، ويعلم أن جدهم إسماعيل بن عباد، وهو جد المعتضد، اتصل بالمنصور بن أبي عامر فولاه القضاء فلبث قاضيا إلى أن اضمحلت الدولة الأموية في أوائل القرن الرابع الهجري، ثم خلفه في القضاء والرياسة ابنه محمد بن إسماعيل القاضي جد المعتمد، عظمت مكانته وهو قاض، وكان يحيى بن علي بن حمود الحسني الملقب بالمستعلي، تغلب على قرطبة أيام اضطراب الدولة الأموية فذهب إلى إشبيلية محاصرا، فاجتمع أهلها وبايعوا القاضي على الإمارة، وقد مكن لملكه برجل ادعى أنه هشام المؤيد بن الحكم المستنصر بن عبد الرحمن الناصر - وكانت أخباره انقطعت منذ نيف وعشرين سنة ثم قيل: إنه حي في قلعة من قلاع الأندلس - فدعاه القاضي وجعل له اسم الملك ووطد به سلطانه، وثبت إمارته حتى توفي الرجل المدعو هشاما فاستبد القاضي محمد بن إسماعيل بالملك، وكان أديبا شاعرا جوادا حسن السياسة. •••
وأبدأ الكلام في بني عباد بجمل للفتح بن خاقان صاحب «مطمح الأنفس» و«قلائد العقيان». وكلامه كلام كاتب متنوق لا مؤرخ محقق، والقصد في هذا المقال ذكر المعتمد بن عباد في حالي نعيمه وبؤسه، وإثبات طرف من أخبار بني عباد في معرض الأدب وفي زينة الشعر والنثر في غير إخلال بالتاريخ ولا تحريف للحقائق؛ ليجمع القارئ بين حوادث التاريخ الأندلسي، وصور من أدب الأندلسيين في ذلك العصر.
قال الفتح بن خاقان في كتابه مطمح الأنفس وهو يذكر الوزير أبا القاسم محمد بن عباد وهو أول من ملك منهم:
هذه بقية منتماها في لخم،
1
ومرتماها إلى مفخر ضخم، وجدهم المنذر بن ماء السماء، ومطلعهم في جو تلك السماء.
صفحة غير معروفة