وأمر بنفيه إلى القدس بطالا أو الى مكة قاضيا فأجاب إلى مكة واستمهل إلى رجب أو شوال ثم ولي مشيخة الخانقاه الصلاحية ببيت القدس عوضا عن عز الدين المقدسي في أوائل ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وخرج من القاهرة الى القدس في يوم الثلاثاء ثاني عشر ذي الحجة من السنة فباشرها إلى أن مات بها وكان حج وجاور سنة احدى وعشرين وثماني مئة وكان شكلا حسنا فاضلا في الفقه والحديث والنحو بحفظ كثيرا من تواريخ المصريين ووفياتهم حسن المحاضرة لطيف المفاكهة يكتب على الفتاوى كتابة مليحة وله أوراد من صلاة وذكر وغير ذلك وكانت وفاته في ليلة السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة أربعين وثمان مئة ودفن وخلف دنيا طائلة رحمه الله وإيانا والمسلمين
الشيخ الخامس والخمسون من مكة المشرفة
أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبدالله بن فهد بن حسين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن هاشم بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن أبي القاسم بن عبدالله بن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي المكي الشافعي مب الدين أبو بكر ابن الحافظ تقي الدين أبي الفضل ولد في يوم الخميس خامس عشر شهر رمضان سنة تسع وثمان مئة بمكة المشرفة ونشأ بها وحفظ القرآن العظيم وكتابا في الحديث ألفه له والده وعرضه على جماعة من الشيوخ وغالب مجمع البحرين لابن الساعاتي على مذهب الإمام أبي حنيفة ثم لما مات أخوه أبو زرعة محمد في سنة ست وعشرين أعاده والده شافعيا فحفظ التنبيه للشيخ أبي اسحاق الشيرازي والألفية لابن مالك في النحو خلا شيئا من آخرهما وبكر به والده فأحضره وأسمعه من مشائخ بلده والقادمين فمن حضر عليه أبو الحسن علي بن مسعود بن عبد المعطي حضر عليه في الأولى مشيخة العشاري ومجلس رزق الله التيمي وعلى
صفحة ٩١