وجاور بالمدينة النبوية بصفر سنة سبع وعشرين وقدم مكة في موسم سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة فأقام بها إلى أن مات وولي بها قضاء الحنابلة بعد موت القاضي سراج الدين عبد اللطيف بن أبي الفتح الفاسي في اوائل سنة أربع وخمسين واستمر إلى ان مات وسار فيه سيرة حسنة بعفة ونزاهة وتواضع وحسن خلق وله مؤلفات منها الشافي في الكافي في الفقه مجلد وكتاب كشف الغمة بتيسير الخلع لهذه الأمة مجلد لطيف وكتاب سفينة الابرار الجامع للآثار والاخبار في الوعظ ثلاث مجلدات وكان إماما عالما خيرا دينا ساكنا منجمعا عن الناس لا يخل بالصلاة في الجاعة مع كبر سنه وله كتابة مليحة ويستحضر مذهب الإمام احمد جيدا مات في ليلة الخميس رابع عشر صفر سنة خمس وخمسين وتمان مئة بمكة وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة رحمه الله وغفر له
الشيخ الرابع بعد المئتين من القاهرة
محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عتمان الأنصاري الأبياري بالباء الموحدة ثم الياء المثناة من نحت تم القاهري الشافعي الشهير بابن الامانة القاضي بدر الدين ولد تقريبا سنة اثنتين وستين وسبع مئة وقدم القاهرة مع أبيه واشتغل على الشيخ عبد الخالق الأسيوطي ولازم سراج الدين البلقيني وابن الملقن والعرافي واشتغل في الفقه والحديث والعربية ومهر وسمع من الجمال الباجي قطعة من آخر المعجم الكبير للطبراني ومن عمر بن محمد الكومي الرسالة للشافعي ومن جويرية ابنة الهكاري قطعة من فتاوي ابن الصلاح ومن ابن أبي المجد صحيح البخاري وغالب فتاوي ابن الصلاح ومنتقى من أمالي ابن الجراح انتقاء ابن حجر وجزءا من حديث ابن الصلاح أوله المسلسل بالأولية وحكاية عبد الملك بن قريب الأصمعي وخروج النرك للضياء المقدسي وذم المسكر للضياء وغير ذلك ومن القاضي اسماعيل
صفحة ٢٠٥