الزراتيتي وغيرهم وسمع بالاسكندرية من القاضي تاج الدين محمد بن محمد التنسي جامع الترمذي ومن القاضي كمال الدين عبدالله بن خير الموطأ رواية يحيى بن يحيى والمنتقى لابن عبد البر والأول من الخلعيات ومن غيرها ثم قدم مكة صحبة الحاج في موسم سنة خمس عشرة ثم عاد إلى بلاد اليمن ثم دخل القاهرة في أول يوم من سنة تسع عشرة فأقام بها هذه السنة ثم عاد إلى مكة ثم إلى بلاد اليمن وصار يتعاهد الوصول إلى مكة المشرفة وسمع بها في سنة أربع وعشرين من الشيخ نور الدين بن سلامة جامع الترمذي وقرأ عليه في سنة ست وعشرين صحيح البخاري وقرأ بمكة أيضا على الخطيب أبي الفضل ابن ظهيرة في سنة سبع وعشرين السيرة لابن اسحاق وعلى أحمد بن ابراهيم المرشدي سنة اثنتين وثلاثين المناسك الكبرى لابن جماعة والبردة للبوصيري ثم انقطع بمكة من أثناء سنة أربعين وثمان مئة إلى أن مات ولم يخرج منها إلا لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم مرات وكتب بخطه الحسن الكثير لنفسه ولغيره وكتب القرآن العظيم في ربعة شريفة ثلاثين جزءا سربة واحدة وكان إماما عالما حسن الهيئة كثير الفكاهة حلو النادرة حسن المذاكرة كثير الاستحضار لمستحسنات من الشعر والحكايات والنوادر وعلى ذهنه فضائل وفوائد وله محاضرات لطيفة ونوادر طريفة ومات بعد أن تعلل مدة بخروج خرج على عينه اليسرى وكان أول ما خرج قدر العدسة ثم صار يكبر إلى أن صار قدر الليمونة الصغيرة ففتحه فخرج منه دم وقيح وأل منه ذلك إلى أن مات في ليلة الاثنين سادس ذي الحجة الحرام سنة تسع وخمسين وثمان مئة وصلي عليه بعد صلاة الصبح من يوم الاثنين عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة رحمه الله ماذا فقدنا من فوائده
الشيخ الثالث والخمسون بعد المئة من القاهرة
علي بن أحمد بن اسماعيل بن محمد بن اسماعيل بن علي القلقشندي المصري الشافعي
صفحة ١٦٦