- ٤٨ -
سمعت أبا حفص عمر بن سهل بن محمد الغساني الغرناطي بعد قفوله من الحجاز وتوجهه إلى الأندلس يقول: لما عزل الأمير علي بن يوسف ابن تاشفين سلطان المغرب أبا الحسن بن أضحى الغرناطي (١) عن قضاء المرية كتب إلى أهلها كتابًا أوله بعد السملة: " كتابنا زكى الله أعمالكم، وكفر عنكم سيئاتكم وأصلح بالكم، من حضرة مراكش؟ حرسها الله؟ بعد أن نمي إلينا وتقرر لدينا أن الجهول ابن أضحى أجهل بأحكام القضاء من العلجوم، إذ قد أظهر فيكم أحكامًا يترحم فيها على سدوم، وقد جعلنا شهب العزلة لشياطينه كالرجوم، وقلدناه خطة الشوم، ونبذناه دون أن تدركه نقمة من ربه بالعراء وهو مذموم. ولعل متعسفًا يتعسف، وجائرًا لا ينصف، يلومنا في تقديمه، وينالنا من العتب بأليمه، ولا قدح فقد اختار رسول الله ﷺ لوحي الله لعين بن سرح، وقد
_________
(١) انظر ترجمة ابن أضحى في المغرب ٢: ١٠٨ والقلائد: ٢١٦.