قال: ومدينتنا بلغي من شرقي ثغور الأندلس وما بعدها مدينة يوحد الله فيها ملاصقة الأفرنج، وكان شيخًا صالحًا ومقرئًا محققًا.
- ٧٢ -
توفي صديقنا أبو عبد الله محمد بن فرج بن عبد الله الأندلسي المعروف بابن أبي سعيد في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وكان من أهل الحديث، سمع ببغداد على نفر من شيوخنا كابن البطر وابن الطيوري وأبي زكريا اللغوي وغيرهم، وحدث بكتاب أبي عيسى الترمذي عن ابن الطيوري، وقد شهد بالإسكندرية وانتفع به، ومولده دانية من مدن الأندلس.
قال لي: قرأت بها على أبي الحسن الحصري وآخرين، ومن جملة ما أرويه عن الحصري المعشرات التي له، وأنشدني من أولها أبياتًا من حفظه.