معجم ما استعجم من أسماء الأمكنة والبقاء
الناشر
عالم الكتب
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٣ هـ
مكان النشر
بيروت
ابن الظّرب. فيأتيه قومه، فاسبقه إلى الصخرة، واكمن له عندها، فإذا وضع ثيابه وقوسه فخذها، فإذا قال لك: من أنت؟ فقل: غريب فأنزلنى، وطريد فآونى، وعزب فزوّجنى، فإنه سيفعل. ففعل ذلك قسىّ، فقال له:
من أنت؟ فقال: أنا قسىّ بن منبّه، وأنا طريد فآونى، وغريب فأنزلنى، وعزب فزوّجنى. فانصرف به إلى وجّ، وخرج مناديه فنادى: ألا من أراد الخمر «١» واللحم والتمر واللبن، فليأت دار عامر بن ظرب. فأقبل كلّ من كان حوله من قومه، فلمّا أكلوا وتمجّعوا «٢» وفرغوا، قال لهم: ألست سيّدكم وابن سيّدكم وحكمكم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تؤمّنون من أمّنت، وتؤوون من آويت، وتزوّجون من زوّجت؟ قالوا: بلى. قال: هذا قسىّ بن منبّه، وقد زوّجته ابنتى، وآويته معى فى دارى، وأمّنته. قالوا: نعم، فقد جوّزنا ما فعلت.
فزوّجه ابنته زينب، فولدت له عوفا وجشم ودارسا، وهم فى الأزد بالسّراة، وسلامة، انتسبوا فى اليمن.
قال هشام: وهم أهل أبيات قليلة فى بنى نصر بن معاوية.
ثم هلكت زينب، فزوّجه ابنة له أخرى، يقال لها آمنة، فولدت له «٣» ناصرة بن قسىّ، والمسك بنت قسىّ.
قال هشام: وهى أمّ النّمر بن قاسط.
قال: وغرس قسىّ تلك القضبان بوادى وجّ، فأنبتت، فقالوا: قاتله الله، ما أثقفه! حين ثقف عامرا حتى أمّنه وزوّجه، وأنبت تلك القضبان حتى أطعمت، فسمّى ثقيفا يومئذ.
1 / 66