مدينة بالمغرب الأدنى، بجوار قرطاجة، بينهما خمسة عشر كيلومترا، وقيل إنها أقدم منها، إلا أنها لم يكن لها شأن إلا بعد خراب قرطاجة؛ إذ فضلها العرب لبعدها عن البحر، واستمروا على الانزواء في الداخل حتى أسس حسان بن النعمان، بأمر عبد الملك بن مروان الأموي، أول دار صناعة في فرضتها لعمل السفن والآلات البحرية، فكانت أول دار صناعة في الإسلام، وبعد ذلك استوت إليهم الإقامة بالمدن والثغور.
وفيها جامع الزيتونة الشهير، بناه عبد الله الحبحاب في خلافة هشام بن عبد الملك.
وهي وطن المؤرخ الفيلسوف أبي زيد عبد الرحمن بن خلدون المتوفى بالقاهرة سنة 808ه، وتوفي فيها ابن سعيد الرحالة المشهور سنة 673ه، وبقربها نهر «مجردة»، أو «بجردة».
ولما استقر ملك العبيديين بالمغرب فشا فيهم مذهب الشيعة، حتى دخلت سنة 406 هجرية، وفيها حمل المعز بن باديس الصنهاجي أهل تونس على اتباع مذهب مالك، ومنها انتشر ببلاد المغرب من أقصاها إلى أقصاها.
ثاء
الثغور
Villes Frontières :
الثغور عند كتاب العرب ومؤرخي الإسلام هي مدن بين بلاد الإسلام وبلاد الروم؛ أشهرها ملطية، وهي مدينة حسنة بولاية ديار بكر، ومرعش، والمصيصة على نهر «جيحان» الذي كان يسمى قديما بورامس
، وأذنة «أطنة»، وطرسوس على نهر سيحان الذي كان يسمى قديما ساروس
Sarus ، وكلا النهرين في آسيا الصغرى، وهما يصبان في بحر الروم. وقد فتح طرسوس مسلمة بن عبد الملك.
صفحة غير معروفة