معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
التراجم والطبقات
ت ٤٦٣ هـ. حدثني علي بن أبي علي البصري عن أبيه قال: أخبرني غير واحد ممن شاهد «أبا بكر محمد بن القاسم الأنباري» أنه كان يملي من حفظه لا من كتاب، وان عادته في كل ما كتب عنه من العلم كانت هكذا. ما أملى قط من دفتر. ثم قال: وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول: «كان أبو بكر بن الأنباري يملي كتبه المصنفة ومجالسه المشتملة على الحديث والأخبار والتفاسير، والأشعار، كل ذلك من حفظه (١).
ومن الأدلة على قوة حفظه ما يلي: قال «أبو علي القالي»: «كان «ابن الأنباري» يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهدا في القرآن (٢). وقال «محمد بن جعفر التميمي»: ما رأينا أحفظ من «ابن الأنباري» ولا أغزر من علمه.
حدثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا». قال «التميمي»: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله. ثم يقول: وحدثت أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا بأسانيدها. وقيل: إن «ابن الأنباري» أملى كتاب «غريب الحديث» في خمسة وأربعين ألف ورقة اهـ (٣).
وحكى «جعفر بن معاذ» أنه كان عند «أبي بكر بن الأنباري» في الجامع فسأله إنسان عن معنى آية فقال: فيها عشرة أوجه، فقال: هات ما حضر منها.
فقال كلها حاضرة اهـ (٤). وذكر «القفطي» أن «أبا بكر بن الأنباري» مرض يوما مرضا شديدا فانزعج أبوه عليه انزعاجا شديدا، فلامه الناس على ذلك، فقال: كيف لا أجزع لعلة من يحفظ جميع ما ترون، وأشار لهم الى «حيرى» مملوءة كتبا (٥). والحيرى: شبه الحظيرة.
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٨٢. (٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨١. (٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٣١. (٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٣١. (٥) انظر إنباه الرواة للقفطي ج ٣ ص ٢٠٢. والقراء الكبار للذهبي ج ١ ص ٢٨١. وطبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ص ٢٣١.
1 / 94