المعين على تفهم الأربعين ت دغش
محقق
الدكتور دغش بن شبيب العجمي
الناشر
مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
حولي - الكويت
تصانيف
وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إلا نَكِدًا﴾ [الأعراف: ٥٨]، وقد شُقَّ ﵊ عن قلبه مَرَّتين واستُخْرِجَ مِنْهُ عَلَقة سوداء، وقيل: هذه حظُّ الشيطان مِنكَ، ثم طُهِّرَ فطابَ قلبُهُ وشجره فصار فردًا (١).
وقيل: صلاحُ القلبِ في خمسةِ أشياء: قِراءةُ القرآن بالتَّدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتَّضرع عندَ السَّحر، ومُجَالَسةُ الصَّالِحين (٢).
قلتُ: وأكل الحلال وهو رأسُهَا (٣).
وقد قيل: إذا صُمْتَ فانظُر على طعام مَن تُفْطِر، فإنَّ الرَّجُلَ ليأكُلُ الأكلةَ فتغل قلبه كالأديم فلا يَنْتَفِعُ بهِ أبدًا!
وما أحسن مَن قال: الطعام بذر الأفعال، إن دخل حلالًا خرجَ حلالًا، وإن دَخَلَ حَرَامًا خرجَ حرامًا، وإن دَخَل شُبْهَةً خرجَ شُبهةً.
وقال بعضهم: "استَسْقَيتُ جُنديًّا فسقاني شربةً، فعادت قسوتها على قلبي أربعين صباحًا"! (٤).
خامِسُها: في فوائِدِهِ:
الأولى: الحثُّ علي فِعْلِ الحَلالِ واجْتِنَاب الحرامِ، والإمساكُ عن الشُّبهات، والاحتياطُ للدِّين والعِرض، وعَدَمُ تعاطي الأمور المُوجِبةِ لسُوءِ
_________
(١) انظر: "التعيين" (١٠٢). وقصة "شق قلبه مرتين" الأولى: في صغره حينما كان عند حليمة السعدية [كما رواها مسلم (١/ ١٤٧ رقم ١٦٢/ ٢٦١) من حديث أنس ﵁].
والثانية: عند الإسراء والمعراج. [رواها البخاري (٤/ ١٠٩ رقم ٣٢٠٧)، ومسلم (١/ ١٤٩ رقم ١٦٤)].
(٢) رواه أبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٣٢٧) عن يحيى بن معاذ وإبراهيم الخَوَّاص.
(٣) انظر: "ذم قسوة القلب" للحافظ ابن رجب الحنبلي ﵀ (٣٦ - ٣٨).
(٤) ذكره في "المفهم" (٤/ ٤٩٧).
1 / 163