وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى
وأدمعي مستهلات وأدمعه
وكم تشفع بي أن لا أفارقه
وللضرورات حال لا تشفعه
وفيها يحن حنين الرقة التي تذيب القلوب إلى سكنه ووطنه ببغداد، وكان بالأندلس يعالج سكرة الموت، فيقول:
بالله يا منزل القصر الذي درست
آثاره وعفت مذ بنت أربعه
هل الزمان معيد فيك لذتنا
أو الليالي التي أمضته ترجعه؟
فإنك إذا ألقيت إليه بمثل هذه المقطوعات وأخذتها من شعر غير مألوف ولا متداول، لاستطاع صاحب الذوق في معالجة أساليب العرب الشعرية أن يميز بين أساليبها ويفرق بين مصادرها بغير كثير جهد، ذلك لأن الشعر قطعة من روح العصر، يتمثل فيها كثير من كوامن النفس، وهو مرآة تنعكس عليها حقيقة تظهر حائلة اللون أو بينته بمقدار ما تؤثر الحالات السياسية أو الدينية أو العواطف، وعلى الجملة عوامل الحضارة في أنفس الأفراد والجماعات.
صفحة غير معروفة