فالموت أهون من قول العداة لقد
حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا
22
والحسن أحق أن يتحرى ما يحفظه وما ينسبه، وما كان معاوية على مبعدة من أبيه فيكتب إليه، ولا كان من دأب معاوية أن ينصح أباه، وقد عاش إلى آخر أيامه يشاوره ولا يبرم أمرا دونه، وهي - بعد - أبيات ليست من نفس الشعر في صدر الإسلام ، ولكنها تشبه المقطوعات التي فاضت بها الكتب الموضوعة في حرب صفين، وتكاد تلقي في روع القارئ أنهم في ذلك العهد لم يفوهوا بسطر من النثر إلا ومعه سطر منظوم.
ومن قبيل هذه الأبيات أبياته التي قيل: إنه بعث بها إلى ابن الزبير مع رسالة يدعوه فيها إلى مبايعة يزيد بولاية العهد، وهي:
رأيت كرام الناس إن كف عنهمو
بحلم رأوا فضلا لمن قد تحلما
ولا سيما إن كان عفوا بقدرة
فذلك أحرى أن يجل ويعظما
ولست بذي لؤم فتعذر بالذي
صفحة غير معروفة