هيهات! هيهات! إنما ذلك تعليل النفس بالأماني الباطلة، وخداعها بالآمال الكاذبة، وإن المصريين بين اثنتين لا ثالثة لهما: فإما أن يمضوا في حياتهم كما ألفوها، لا يحفلون إلا بأنفسهم ولذاتهم ومنافعهم، وإذن فليثقوا بأنها الكارثة الساحقة الماحقة التي لا تبقي ولا تذر؛ وإما أن يستأنفوا حياة جديدة كتلك التي عرفوها في أعقاب الحرب العالمية الأولى، قوامها التضامن والتعاون وإلغاء المسافات والآماد بين الأقوياء والضعفاء، وبين الأغنياء والفقراء، وبين الأصحاء والمرضى، وإذن فهو التآزر على الخطب حتى يزول، وعلى الكارثة حتى تنمحي، وعلى الغمرات حتى ينجلين.
إلى أي الطريقين يريد المترفون من المصريين أن يذهبوا: إلى طريق الموت أم إلى طريق الحياة؟ سؤال ألقيه على نفسي حين أصبح، وألقيه على نفسي حين أمسي، وأضرع إلى الله بين ذلك أن يجنبني اليأس، ويعصمني من القنوط، ف
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .
القاهرة 10 / 10 / 1947
صفحة غير معروفة