يا نفس! إنه لو شرب شارب من الماء شربة واحدة لقد كانت تلك الشربة تقرر فى نفسه المعرفة بطبيعة الماء كله، وإن اختبار الجزء من الشىء الفارد لينبىء عن جميع كليته، وإن الناظر إلى كف من التراب فقد رأى التراب كله، وإن اختلفت ألوان التراب فليس جوهره بمختلف ولا حده؛ وإن المصاحب للقرناء الذين كلهم من طبيعة واحدة وجوهر واحد لعارف بأن أحدهم لينبىء عن جميعهم والقليل منهم ينبىء عن كثيرهم. فاقتصرى يا نفس على هذا الشرح، واكتفى به — توفقى للنجاة والسلامة.
يا نفس! إنى أرى كل شكل يحن إلى شكله، وكل نوع ينضاف إلى نوعه. فينبغى أن تكونى بهذا المعنى عارفة.
صفحة ٧٨