264

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

الناشر

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

مكان النشر

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

تصانيف

تحدثت الروايات السابقة عن القضايا التالية:
* عزم معاوية ﵁ نقل منبر الرسول ﵌ وعصاه إلى الشام.
* ربط كسوف الشمس بتحريك منبر رسول الله ﵌.
* اتهام معاوية ﵁ ببغض أهل المدينة (الأنصار).
الجواب:
أولًا: هذه الروايات مدارها على محمد بن عمر الواقدي وهو متروك الحديث.
ولا توجد رواية صحيحة تؤكد عزم معاوية ﵁ نقل منبر الرسول ﵌ وعصاه إلى الشام، ولا بغضه لأهل المدينة (الأنصار) (١).
ثانيًا: إن دين معاوية ﵁، وعدالته، وصحبته لرسول الله ﵌ تمنعه مِن حَمْل منبر رسول الله ﵌ من المدينة إلى الشام وهو يعلم قوله ﵌: «مَا بَيْنَ بَيْتِى وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» (رواه البخاري ومسلم).
ثالثًا: إن ربط كسوف الشمس بتحريك المنبر لم يَرِدْ بإسناد صحيح، هذا فضلًا عن أن كسوف الشمس - على افتراض حدوثه - لم يكن نتيجة لتحريك المنبر، وقد حصل ما يشبه ذلك في عهد الرسول ﵌، حيث أخرج البخاري عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: «كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﵌ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: «كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ».
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﵌: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا وَادْعُوا اللهَ».
رابعًا: في هذه القصة المكذوبة اتهام لمعاوية ﵁ ببغض أهل المدينة (الأنصار) لكونهم قتلة عثمان بن عفان ﵁.

(١) وهناك رواية أخرى أوردها ابن الأثير في الكامل (٢/ ٤٨٢)، وهي ضعيفة الإسناد؛ انظر: مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري (ص٣٩٠).

1 / 282