معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات
الناشر
دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور
مكان النشر
مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)
تصانيف
بعض الأحاديث التي
رواها معاوية ﵁ عن رسول الله ﵌ -
يُعَدُّ معاوية ﵁ من الذين نالوا شرف الرواية عن رسول الله ﵌، ومرَدُّ ذلك إلى ملازمته لرسول الله ﵌ بعد فتح مكة وكان عمره في فتح مكة حوالي ثماني عشرة سنة، ولكونه صهر رسول الله ﵌ وكاتبه فقد أتيحت له فرصة عظيمة مكَّنَتْه من الاستفادة من رسول الله ﵌.
وقد روى معاوية ﵁ مائة وثلاثة وستين حديثًا عن رسول الله ﵌، واتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة، ومن هذه الأحاديث التي رواها معاوية ﵁:
١ - عن حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ﵁ يَخْطُبُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﵌ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدْ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَيُعْطِي اللهُ، وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ» (رواه البخاري ومسلم).
«وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَيُعْطِي اللهُ»، مَعْنَاهُ أَنِّي لَمْ اِسْتَأْثِرْ مِنْ مَال اللهِ تَعَالَى شَيْئًا دُونكُمْ، وَقَالَهُ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِهِمْ حِين فَاضِل فِي الْعَطَاء فَقَالَ: اللَّه هُوَ الَّذِي يُعْطِيكُمْ لَا أَنَا، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِم، فَمَنْ قَسَمْت لَهُ شَيْئًا، فَذَلِكَ نَصِيبه قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيرًا (١).
٢ - عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَمِّهِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ يَدْعُوهُ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﵌ يَقُولُ: «الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه مسلم).
(١) باختصار من شرح صحيح مسلم للنووي.
1 / 132