معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات
الناشر
دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور
مكان النشر
مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)
تصانيف
للوصول إلى صحة الخبر، فإننا سنطرح هذه الروايات كلها التي تقوَّلت على بني أمية» (١).
تنبيه: الأحاديث التي رُويت في ذم بني أمية مطلقا لا يصح منها شيء ألبتة، ويكفي للدلالة على بطلانها أنها تشمل عثمان بن عفان: ثالث الأمة فضلا ومنزلة، وأم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان ﵄ زوج النبي ﵌، وغيرهما من الصحابة الأجلاء، ومَن بعدَهم، كعمر بن عبد العزيز، مع ما حصل من التصاهر بين الأمويين والهاشميين وغيرهم، مع قرابتهم أصلًا.
فهذه الأحاديث من وضع أعداء الأمويين السياسيين والعقائديين.
قال ابن الجوزي ﵀: «قد تعصب قوم ممن يدَّعي السنة فوضعوا في فضله (٢) أحاديثَ ليغضبوا الرافضة، وتعصب قوم من الرافضة فوضعوا في ذمه أحاديث، وكلا الفريقين على الخطأ القبيح» (٣).
أولا: من الأحاديث التي لا تصح في ذم معاوية ﵁:
وقد نص الإمام ابن القيم على أنه لا يصح حديث في ذم معاوية ﵁ (٤).
١ - «يا معاوية كيف بك إذا وليت حقبا تتخذ السيئة حسنة والقبيح حسنًا، يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، أجلك يسير وظلمك عظيم». (موضوع).
٢ - عن أبى برزة قال: كنا مع النبي ﵌ فسمع صوت غناء فقال انظروا ما هذا؟ فصعدتُ فنظرتُ فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان فجئتُ فأخبرتُ نبي الله ﵌ فقال: «اللهم اركسهما في الفتنة ركسًا، اللهم دُعَّهُمَا إلى النار دعًّا». (هذا حديث لا يصح).
(١) انظر: مقدمته القيّمة للمجلد الرابع من (التاريخ الإسلامي ص٤٦).
(٢) أي معاوية ﵁.
(٣) الموضوعات (٢/ ١٥).
(٤) المنار المنيف في الصحيح والضعيف (ص ٩٤).
1 / 122