108

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

الناشر

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

مكان النشر

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

تصانيف

ومن فضائل معاوية ﵁
أنه أحد الخلفاء الاثني عشر
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ﵄ قَالَ: «انْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﵌، وَمَعِي أَبِى فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «لاَ يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثْنَىْ عَشَرَ خَلِيفَةً». فَقَالَ كَلِمَةً صَمَّنِيهَا النَّاسُ فَقُلْتُ لأَبِى مَا قَالَ قَالَ «كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ». (رواه مسلم).
(فَقَالَ كَلِمَة صَمَّنِيهَا النَّاس) أَيْ: أَصَمُّونِي عَنْهَا، فَلَمْ أَسْمَعهَا لِكَثْرَةِ الْكَلَام.
وبالتأمل في الحديث بكل حيدة وموضوعية نجد أن هؤلاء الاثنَي عشر وُصِفوا بأنهم يتولون الخلافة، وأن الإسلام في عهدهم يكون في عزة ومنعة، وأن الناس تجتمع عليهم، ولا يزال أمر الناس ماضيًا وصالحًا في عهدهم، وكل هذا الأوصاف لا تنطبق على من تدعي الشيعة الاثنا عشرية فيهم الإمامة فلم يتَوَلَّ الخلافة منهم إلا أمير المؤمنين علي وابنه الحسن ﵄.
وليس في الحديث حصر لأئمة بهذا العدد، بل نبوة منه ﵌ بأن الإسلام لا يزال عزيزًا في عصور هؤلاء، وكان عصر الخلفاء الراشدين وبني أمية عصر عزة ومنعة.
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «إن الإسلام وشرائعه في بني أمية أظهر وأوسع مما كان بعدهم»، وعدّ شيخ الإسلام ابن تيمية معاوية ﵁ من الأئمة المقصودين بالحديث. (١)
وقد قَالَ رَسُولِ اللهِ ﵌: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ» (رواه مسلم).
يُصَلُّونَ: أَيْ يَدْعُونَ.
ومعاوية ﵁ كان من أحسن الناس سيرة في ولايته، وكانت رعيته تحبه وهو يحبهم، ويصلون عليه وهو يصلي عليهم.

(١) منهاج السنة (٤/ ٢٠٦).

1 / 117