معلم التجويد

تصانيف

سلسلة زاد المؤمن (٤) مُعَلِّمُ التَّجْوِيد تأليف د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي تقديم العلاّمة الشيخ د/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

1 / 1

تقديم فضيلة العلاّمة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الحمد لله الذي علَّم القرآن، وخلق الإنسان، وعلَّمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله الملكُ الديّان، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله ﷺ، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان. أما بعدُ، فقد قرأت هذه الرسالة القيِّمةَ والتي بعنوان [مُعَلِّمُ التَّجْوِيدِ] تأليف الشاب الدكتور/ خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي، ولقد أجاد وأفاد ووقع على المراد، وبذل جهدًا جهيدًا، واستوفى كلَّ ما يتعلَّق بعلم التجويد، وما له صلة بالقرآن، مما يدلُّ على عمق المعرفة وكثرة التعب والمطالعة لكتب مَنْ تقدَّم من علماء القرآن، ومما يُعبِّر عن تخصُّصٍ وبُعْدِ غَوْرٍ، واهتمامٍ كبير بالقرآن وما يتعلَّق به، فجزاه

1 / 5

الله خيرًا وأجزل له المَثُوبة، وأكثر في المسلمين من أهل العلم النافع والعمل الصالح، والله أعلم. وصلَّى الله على محمد وآله وصحبه وسلَّم. ٢٩/١٠/١٤٢٥هـ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

1 / 6

تقديم المقرئ الشيخ أحمد بن خليل بن شاهين الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يُضلِل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، ونصلِّي ونسلِّم على خير خلقه وخاتَمِ رسله سيِّدِنا محمَّدٍ المبعوثِ رحمةً للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن سلك طريقه وترسَّم خُطاه إلى يوم الدِّين. وبعدُ، فقد راجعتُ كتاب [مُعَلِّمُ التَّجْوِيدِ] فألفيتُه كتابًا قيِّمًا جامعًا فوائدَ كثيرةٍ في علم التجويد، سلك فيه مؤلِّفه - جزاه الله خيرًا - أسلوبًا مميَّزًا موجزًا، سهل العبارة، واضح المعنى، ليس بالطويل المُمِلِّ ولا المُوجَز المُخِلِّ، تحدث عن أشياءَ مهمةٍ مثل: صفات الحروف، والوقف والابتداء، والمدود، وعلم الرسم، واللَّحْن بأنواعه، وأحكام كثيرة متنوعة مفيدة، مثل

1 / 7

فضل آيات وسور من القرآن العظيم، ونبذة عن علم القراءات والأئمة والرواة، وغير ذلك. أسأل الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى وباسمه الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب أن يجزي مؤلِّفَه فضيلةَ الشيخ د. خالد الجريسي خير الجزاء على ما بذله من جمع وترتيب واقتراحات مُيسَّرة لحفظ كتاب الله ﷻ وتقدَّسَتْ أسماؤه، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين. قاله وكتبه: خادم القرآن الكريم راجي عفو ربه الرحيم أحمد بن خليل بن شاهين معلم القرآن والقراءات والتجويد مدرسة تحفيظ القرآن الأولى المتوسطة والثانوية تخصص القراءات وعلوم القرآن إجازة في القراءات العشر.

1 / 8

تقديم فضيلة الدكتور عبد الله بن علي بصفر الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. وبعدُ، فقد طلب مني الأخ العزيز الشيخ / الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي - حفظه الله ورعاه - مراجعة كتاب [مُعَلِّمُ التَّجْوِيدِ] فأجبتُه إلى طلبه لِما أعرفه عن الأخ الفاضل من رغبة في طلب العلم الشرعيِّ ونشرِه بين الناس من غير مكاسبَ دنيوية، وهذه نعمة نسأل الله ﷿ أن يرزقنا جميعًا إياها، وقد قرأت هذه الرسالة المباركة، ورغم أن موضوعها من الموضوعات التي تكررت الكتابة فيها كثيرًا إلا أنها في كل عصر بحاجة إلى من يعرِضها عَرْضًا يوافق روح ذلك العصر، وأزعم أن هذه الرسالة كانت جديدة في عرضها وتقسيمها، فهي إضافة إلى أنها على طريقة

1 / 9

السؤال والجواب فهي لم تَسِر على الأقسام نفسها التي كثر تردادها في كتب التجويد المعاصرة، وسترى ذلك واضحًا - أخي القارىء - في الحديث عن المخارج والصفات، وهي من المباحث المهمة جدًا في هذا العصر حيث كثرت أخطاء النطق في الحروف، حتى رأينا من يَؤُمُّ الناسَ وهو يَلفِظ بحروف تشبه الحروف العربية ولكنها ليست هي، وقد أضاف المؤلِّف بحوثًا تمَّم بها علمَ التجويد؛ منها علم الوقف والابتداء، وهو من البحوث المهمة جدًا التي لا يُحِسنها إلا القليلُ القليلُ من طلبة العلم، فضلًا عن عامة الناس. وقد بدأ المؤلِّف - حفظه الله - هذه الرسالة ببحوث في تعريف القرآن الكريم وبيان فضله وشرف أهله وختمها ببحوث في بيان طريق مُيسَّر لختم القرآن الكريم حفظًا وتلاوة وفي فضائل بعض الآيات والسور وغير ذلك؛ مما أزاح الملل عن القارىء لمثل هذه الكتب المتخصِّصة في هذا الفنّ، وشحذ همم القُرَّاء لهذه الرسالة ليُقبِلوا على كتاب الله ﷿ برغبة

1 / 10

وحبٍّ وسعيًا لتلك الدرجات العالية التي ينالها الماهر بالقرآن الكريم، وكأن هذه الرسالة تأخذ بيد المسلم ليبدأ الطريق في الصُّلْح مع القرآن الكريم حتى يتشرَّف بأن يكون من أهل الله ﷿، وباختصار فإن هذه الرسالة لَبِنَةٌ في بناء (المَهَرة) الذين يجب أن تكرِّس جمعيات تحفيظ القرآن الكريم جهدها لإخراجهم والعناية بهم كما يُعتنى بالموهوبين في كل علم وفنّ. أسأل الله تعالى أن يتقبَّل من الأخ الفاضل هذه الرسالة، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفع بها المسلمين في كل مكان، إنه سميع مجيب الدعوات. والحمد لله ربِّ العالمين. وصلَّى الله وسلَّم على سيِّدنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه. د. عبد الله بن علي بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم

1 / 11

مقدِّمة الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْفَضْلِ وَالإِْحْسَانِ، الْمُنَزَّهِ عَنِ الشَّرِيكِ وَالأَْعْوَانِ، مَنْ أَحَاطَ عِلْمُهُ بِمَا يَكُونُ وَمَا قَدْ كَانَ، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى وَيَعْلَمُ الإْعْلاَنَ، قَدِ امْتَنَّ سُبْحَانَهُ عَلَى خَلْقِهِ بآلائِهِ الَّتِي تَجِلُّ عَنِ الْعَدِّ والْحُسْبانِ، فَجَعَلَ أَعْظَمَهَا إِرْسَالَ رَسُولهِ مُحَمَّدٍ ﷺ بِدِينِ الْحَقِّ وتَعْلِيمَهُ الْقُرْآنَ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى عَظيم الْفَضْلِ وَدَوَامِ الإْحْسَانِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﷺ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ؛ شَهَادَةً أَدَّخِرُها لِيَوْمٍ تَشِيبُ لِهَوْلِهِ الْوِلْدَانُ، وَيُكْرِمُ اللهُ فِيهِ أَهْلَ الْقُرْآنِ فَيُنَجِّيهِمْ بِفَضْلِهِ مِنْ دَارِ الْهَوَانِ ويُسْكِنُهُمْ بِرَحْمَتِهِ فَسِيحَ الْجِنَانِ. وَبَعْدُ، أَخِي القَارِئُ الحَبِيبُ! فَهَذَا كُتَيِّبٌ مُيَسَّرٌ جَمَعْتُهُ خِدْمَةً لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى، ثُمَّ إِكْرَامًا لأَهْلِ الْقُرْآنِ

1 / 13

- وَهُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ - بَاذِلًا الْوُسْعَ فِي نَفْعِهِمْ، سَائِلًا اللهَ تَعَالَى أَنْ يَضَعَ لَهُ حُسْنَ الْقَبُولِ عِنْدَهُ، وَأَنْ يَجْعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِ تَقْرَؤُهُ وَتَنْتَفِعُ بِهِ، وَقَدْ سَمَّيْتُهُ - بِعَوْنِ اللهِ تَعالَى: [مُعَلِّمُ التَّجْوِيدِ]، وَجَعَلْتُهُ مُرَتَّبًا عَلَى ثَمَانِيَةِ أَبْوابٍ، كَالآْتِي: الأَوَّلُ: ... فِي تَعْريِفِ الْقُرْآنِ، وَبَيَانِ بَعْضِ فَضْلِهِ، وَشَرفِ أَهْلِهِ. الثَّانِي: ... فِي بَيَانِ التَّرْتِيلِ، وَهُوَ (التِّلاَوَةُ بِتَجْوِيدِ الأَْدَاءِ) . الثَّالِثُ: ... فِي بَيَانِ طَريقٍ مُيَسَّرٍ لِخَتْمِ الْقُرْآنِ. الرَّابِعُ: ... فِي فَضَائِلِ بَعْضِ الآْيَاتِ وَالسُّوَرِ. الخَامِسُ: ... فِي بَيَانِ سَجْدَاتِ الْقُرْآنِ. السَّادِسُ: ... فِي نُبْذَةٍ يَسِيرةٍ مِنْ عِلْمِ الْقِرَاءاتِ. السابعُ: ... فِي فَرَائِدَ مِنْ فَوَائِدَ لَهَا صِلَةٌ بِالْقُرْآنِ. الثَّامِنُ: ... فِي أَحْكَامٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِإِكْرامِ الْمُصْحَفِ.

1 / 14

وَهَذَا أَوَانُ الشُّرُوعِ بِذَلِكَ مُتَوَكِّلًا عَلَى اللهِ تَعَالَى، مُعْتَمِدًا عَلَيْهِ، مُفَوِّضًَا أَمْرِي إِلَيْهِ، سَائِلًا إِيَّاهُ سُبْحَانَهُ التَّوْفِيقَ لِحُسْنِ النِّيَّةِ في الطَّاعَاتِ، وَالاْمْتِنانَ بِإِقالَةِ الْعَثَرَاتِ، والتَّفَضُّلَ بِمَحْوِ السَّيِّئاتِ، والتَّكَرُّمَ بِالْعَفْوِ عَنِ الزَّلاَّتِ، والإِْحْسَانَ بِمُضاعَفَةِ الْحَسَناتِ، لِي وَلِمَنْ قَرَأَ كِتَابِي هَذَا، وَعَمِلَ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ. د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي

1 / 15

الباب الأول تعريفُ القرآن وبيانُ بعض فضله وشرفِ أهله

1 / 17

الباب الأول تعريف القرآن وبيان بعض فضله وشرف أهله معنى القرآن لغةً: لفظُ قرآن في اللغةِ، مصدرٌ لقَرَأَ، يَقْرَأُ، قراءةً، وقرآنًا كالغُفران من غَفَر، وهو مرادف معنىً للقراءة، ومنه قوله تعالى: [القِيَامَة: ١٧-١٨] ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ *﴾، أي: قراءته، ثم سُمِّي به الكتابُ المقروء، من باب تسمية المفعول بالمصدر. و(قرأ) الشيءَ (قرءانًا): جَمَعه وضَمَّه، ومنه سُمِّي القرآنُ لأنه يجمع السورَ ويَضُمُّها. وهو مهموز، فلو حُذف همزه كان ذلك للتخفيف، وإذا دخلته «أل» بعد التسمية فإنما هي إشارة للأصل لا للتعريف به، وهو مشترَكٌ لفظيٌّ يُطلق حقيقةً على الكلِّ أو بعضه، كقولك: (يحرم قراءة القرآن على الجُنب) تقصد حرمة قراءته كلِّه أو بعضِه على السواء. وهو مشتق من قرأ، أو من القُرْء بمعنى الجمع - كما ذُكِر آنفًا - أو من

1 / 19

القِرى بمعنى الضيافة، واشتقاقه من قرأ هو الأَوْلى. وهو المختار؛ استنادًا إلى مورد اللغة، وقوانين الاشتقاق، والله أعلم (١) . تعريف القرآن اصطلاحًا: عرَّف الأصوليون والفقهاء وعلماء العربية والمتكلِّمون القرآنَ بأنه: الكلام المُعجِز المُنزَّل على قلب النبيِّ ﷺ، المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، والمتعبَّد بتلاوته، من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس (٢) . وهذا التعريف مع كونه جامعًا للمعنى مانعًا لغيره، إلا أن الوصف المختار للقرآن هو ما قاله الإمام أحمد ﵀: هو كلام الله وكفى. ويُشار هنا - بالضرورة - إلى أن علماء الإسلام قد أجمعوا على أن القرآن كلام الله ﷿ غيرُ مخلوق. قال تعالى: [التّوبَة: ٦] ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ *﴾ . والله المستعان.

(١) انظر: معجم المقاييس لابن فارس ص (٧٩٥)، و«المفردات» للراغب ص (٤٠٢)، و«البصائر» للفيروزآبادي (٤/٢٦٢)، ومختار الصحاح للرازي مادة (ق ر أ) . (٢) انظر: مناهل العرفان لمحمد عبد العظيم الزرقاني (١/٢١) .

1 / 20

بيان بعض فضل القرآن وشرف أهله: إنه - والحق يقال - لا يمكن إحصاء فضل القرآن الكريم، ولو أُفرِدت لذلك المُطوَّلات، وفَنِيَتْ فيه الأعمار، وقد جمع شيئًا من ذلك جهابذة من العلماء: منهم ابن كثير ﵀ في كتاب «فضائل القرآن»، والنوويُّ ﵀ في «التبيان في آداب حملة القرآن»، وأبو القاسم الشاطبيُّ ﵀ في مطلع قصيدته الفذَّة «حِرْز الأماني ووجهُ التهاني» المعروفة بالمنظومة الشاطبيَّة، وغيرهم ممن يضيق المقام عن إحصائهم، أقول: مع سَبْق هؤلاء الأعلام لذلك الفضل، إلا أني أحبُّ أن أذكر- مستعينًا بالله - نزرًا يسيرًا من فضائل القرآن العظيم وخصائصه: - ... القرآن كلام الله تعالى، وسبيل هدايته الخلق. - ... وهو ملاذ الدِّين الأعلى؛ يستند إليه الإسلام في عقائده وعباداته، وحِكَمه وأحكامه، وأخلاقه، وقَصصه ومواعظه. - ... وهو عماد لغة العرب الأسمى، تَدِين له العربيَّةُ في

1 / 21

بقائها وسلامتها، وتستمدُّ منه علومها. - ... وهو حُجَّة الله تعالى على الخلق، وحُجَّة الرسول ﷺ ومعجزته الخالدة، شاهدًا بحقِّ رسالته، دالًاّ على صدق نبوَّته. - ... وهو كتاب الله الخاتم للوحي، المُنزَّل على قلب نبيٍّ هو خاتم النبيِّين ﷺ (٣) . - ... وهو معلِّم الإنسانية جمعاء، بإشارات لعلوم كونية كبرى، ومعارفَ ما زال علماء التجريب إلى يومنا هذا يحارون في دِقَّتها وسَبْقها، وكأن الكون كتابٌ مُشاهَد، والقرآن كتاب مقروء لحقائق هذا الكون. - ... وهو الكتاب الشفيع لأصحابه يوم القيامة، قال النبيُّ ﷺ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ» (٤) . أما أهله شرَّفهم الله، فتكاد أيضًا فضائلهم أن لا تنحصر، وسأكتفي بإيراد بعضٍ منها: - ... أهل القرآن هم خير الأمة الإسلامية ومقدَّمُها.

(٣) المرجع السابق (١/١٢) . (٤) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها (فضائل القرآن وما يتعلق به)، باب: فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، برقم (٨٠٤)، عن أبي أمامةَ الباهلي ﵁.

1 / 22

.. قال ﷺ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» (٥) . - ... وهم المتبوِّئون مرتبةَ الملائكة الكَتَبة، وأدناهم حائز على مضاعفة الأجر. ... قال النبيُّ ﷺ: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» (٦) . - ... وهم كالأُتْرُجَّة (٧)، رِيحها طيِّبٌ وطَعْمُها طيِّب، كما صحَّ وَصْفُهم بذلك في الحديث، قال ﵊: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُْتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ...» (٨) الحديث. - ... وهم ممن جاز اغتباطهم المحمود في الخير. ... قال النبيُّ ﷺ: «لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ» (٩) .

(٥) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» . برقم (٥٠٢٧)، وأخرجه أيضًا بلفظ: «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» برقم (٥٠٢٨) . وأبو داود؛ كتاب الوتر، باب: في ثواب قراءة القرآن، برقم (١٤٥٢) . والترمذي، كتاب: فضائل القرآن، باب: ما جاء في تعليم القرآن، برقم (٢٩٠٧) . وبرقم (٢٩٠٨)، بلفظ: «خَيْرُكُمْ أَوْ أَفْضَلُكُمْ ...»؛ جميعُهم عن عثمانَ ﵁. (٦) أخرجه البخاري؛ كتاب: التفسير، باب: تفسير سورة عبس، برقم (٤٩٣٧)، عن عائشة ﵂. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها (فضائل القرآن وما يتعلق به)، باب: فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه، برقم (٧٩٨)، عنها أيضًا. واللفظ لمسلم. (٧) الأُتْرُجَّة: ثمرة معروفة، يقال لها أيضًا: تُرُنْجَة، و«أُتْرُنْجَة» . (٨) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب فضائل القرآن، باب: فضل القرآن على سائر الكلام، برقم (٥٠٢٠)، عن أبي موسى الأشعري ﵁. ومسلم؛ كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها (فضائل القرآن وما يتعلق به)، باب: فضيلة حافظ القرآن. برقم (٧٩٧)، عنه أيضًا. واللفظ لمسلم. (٩) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن، برقم (٥٠٢٥)، عن ابن عمر ﵄. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها (فضائل القرآن وما يتعلق به) . باب: فضل من يقوم بالقرآن ويُعلِّمه، برقم (٨١٥)، عنه أيضًا. واللفظ لمسلم.

1 / 23

- ... وهم من يرفع الله منزلتهم في الآخرة حتى يُبلَّغوا منزلة آخرِ آيةٍ يقرؤونها. ... قال ﷺ: «يُقَالُ - يعني لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ - اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا» (١٠) . - ... وهم من تنزَّل السكينة عليهم، وتدنو الملائكة عند قراءتهم. ... قال النبيُّ ﷺ لأُسَيْدِ بنِ حُضَيْرٍ ﵁: «اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ ... (١١) تِلْكَ الْمَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لا تَتَوَارَى مِنْهُمْ» (١٢) . - ... وهم المُقدَّمون للإمامة في الصلاة. ... قال ﵊: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ...» (١٣) . الحديث. - ... وهم الواجب إكرامهم. ... قال النبيُّ ﷺ: «إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللهِ: إِكْرَامَ ذِي

(١٠) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة (الوتر)، باب: كيف يُستحب الترتيل في القرآن، برقم (١٤٦٤) عن عبد الله بن عمرو ﵄. والترمذي، كتاب ثواب القرآن، باب: «إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ..» برقم (٢٩١٤)، عنه أيضًا. وقال: هذا حديث حسن صحيح. واللفظ المختار له. (١١) أُسَيْد بنُ حُضيرٍ هو أبو عتيك ﵁، كما في رواية: «اِقْرَأْ أَبَا عَتِيك»، عند ابن حبان (١٧١٦) والطبراني في الكبير (٥٦٦)، وغيرهما. (١٢) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: نزول السَّكينة والملائكة عند قراءة القرآن، برقم (٥٠١٨) عن أُسَيْد ﵁. ويشار هنا إلى أن البخاري بعد إخراجه الحديث بانقطاع السند بين محمد التيمي وأُسَيد ﵁، عاد فوصله في آخر الحديث بسماع ابن الهاد من عبد الله ابن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري، عن أُسَيد ﵁. فالتعويل فيه على الإسناد الموصول كما نبَّه على ذلك الحافظ ﵀ في «الفتح» (٨/٦٨١)، والله أعلم. (١٣) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب المساجد، باب: مَن أحقُّ بالإمامة؟، برقم (٦٧٣)، عن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ ﵁.

1 / 24

الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ» (١٤) . - ... وهم، أخيرًا وليس آخرًا، أهلُ الله وخاصَّتُه. ... قال النبيُّ ﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ»، قيل: من هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ ﵊: «أَهْلُ الْقُرْآنِ: أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ» (١٥) . شرَّف الله أهلَ القرآن وجعلني وإياك - أخي القارئ - ممن يُكرِمهم إجلالًا لمقامه ﵎. ****

(١٤) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في تنزيل الناس منازلهم، برقم (٤٨٤٣)، عن أبي موسى ﵁. وفي سنده أبو كنانة القرشي - وهو مجهول - عن أبي موسى، وللحديث شواهد يتقوى بها. وقد حسَّنه الأئمة: النووي والعراقي وابنُ حجر رحمهم الله تعالى. انظر: «التبيان» للنووي بتحقيق الأستاذ الأرناؤوط ص (٢٠) . (١٥) أخرجه أحمد في مسنده (٣/١٢٧)، من حديث أنس بن مالك ﵁، برقم (١٢٣٠٤) . وابن ماجه؛ كتاب: السُّنة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه؛ برقم (٢١٥) عنه أيضًا. والحديث حسَّنه العراقيُّ في تخريج الإحياء (١/٢٨٠) . كما جوّده الألبانيُّ في «الضعيفة» (٤/٨٥) . وقال الذهبيُّ في «الميزان» (٣/٦٢٦): إسناده صالح. ووافقه الحافظ في «اللسان» (٥/٢٥٤) .

1 / 25

الباب الثاني بيانُ الترتيلِ وهو: ... (التلاوة بتجويد الأداء)

1 / 27