فما ذكره المشركون على أني أنهي عن الصلاة على النبي أو أني أقول لو أن لي أمرا هدمت قبة النبي صلى الله عليه وسلم أو أني أتكلم في الصالحين أو أنهي عن محبتهم فكل هذا كذب وبهتان افتراه علي الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل مثل أولاد شمسان وأولاد إدريس الذين يأمرون الناس ينذرون لهم وينحونهم ويندبونهم وكذلك فقراء الشياطين الذين ينتسبون إلى الشيخ عبد القادر رحمه الله وهو منهم بريء كبراءة علي بن أبي طالب من الرافضة فلما رأوني آمر الناس بما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم أن لا يعبدوا إلا الله وأن من دعا عبد القادر فهو كافر وعبد القادر منه بريء وكذلك من نخا الصالحين أو الأنبياء أو ندبهم أو سجد لهم أو نذر لهم أو قصدهم بشيء من أنواع العبادة التي هي حق الله على العبيد وكل إنسان يعرف أمر الله ورسوله لا ينكر هذا الأمر بل يقر به ويعرفه وأما الذي ينكره فهو بين أمرين إن قال إن دعو بالصالحين واستغاثتهم والنذر لهم وصيرورة الإسان فقيرا لهم أمر حسن ولو ذكر الله ورسوله أنه كفر فهو مصر بتكذيب الله ورسوله ولا خفاء في كفره فليس لنا معه كلام وإنما كلامنا مع رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ويحبما أحب الله ورسوله ويبغض ما أبغض الله ورسوله لكنه جاهل قد لبست عليه الشياطين دينه ويظن أن الإعتقاد في الصالحين حق ولو يدري أنه كفر يدخل صاحبه في النار ما فعله ونحن نبين لهذا ما يوضح له الأمر فنقول الذي يجب على المسلم أن يتبع أمر الله ورسوله ويسأل عنه والله سبحانه أنزل القرآن وذكر فيه ما يحبه ويبغضه وبين لنا فيه ديننا وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء فليس على وجه الأرض أحد أجب إلى أصحابه منه وهم يحبونهم على أنفسهم وأولادهم ويعرفون قدره ويعفرون أيضا الشرك والإيمان فن كان أحد من المسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعاه أو نذر له أو ندبه أو أحد من الصحابة جاء عند قدبره بعد موته يسأله أو نيدب به أو يدخل عليه الالتجاء له عند القبر فاعفر أن هذا الأمر صحيح حسن ولا تطعني ولا غيري وإن كان إذا سألت إذا أنه صلى الله عليه وسلم تبرأ ممن اعتقد في الأنبياء والصالحين وقتلهم وسباهم وأولادهم وأخذ أموالهم وحكم بكفرهم فاعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق والواجب على كل مؤمن اتباعه فيما جاء به وبالجملة فالذي أنكره الإعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره فإن كنت قلته من عندي فارم به أو من كتاب لقيته ليس علليه عمل فارمبه كذلك أو نقلته عن أهل مذهبي فارم به وإن كنت قلته عن أمر الله ورسوله وعما أجمع عليه العلماء في كل مذهب فلا ينبغي لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرف عنه لأجل أهل زمانه أو أهل بلده وأن أكثر الناس في زمانه اعرضوا عنه واعلم أن الأدلة على هذا من كلام الله وكلام رسوله كثيرة لكن أنا أمثل لك بدليل واحد ينبهك على غيره قال الله تعالى
ﵟقل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقربﵞ
الاية ذكر المفسرون في تفسيرها أن جماعة كانوا يعتقدون في عيسى عليه السلام وعزير فقال تعالى هؤلاء عبيدي كما أنتم عبيدي ويرجون رحمتي كماترجون رحمتي ويخافون عذابي كما تخافون عذابي فيا عباد الله تفكروا في كلام ربكم تبارك وتعالى إذا كان ذكر عن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دينهم الذي كفرهم به هو الإعتقاد في الصالحين وإلا فالكفار يخافون الله ويرجونه ويحجون ويتصدقون ولكنهم كفروا بالاعتقاد في الصالحين وهم يقولون إنا اعتقدنا فيهم ليقربونا إلى الله زلفى ويشفعوا لنا كما قال تعالى
ﵟوالذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفىﵞ
وقال تعالى
ﵟويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللهﵞ
فيا عباد الله إذا كان الله ذكر في كتابه أن دين الكفار هو الإعتقاد في الصالحين وذكر أنهم اعتقدوا فيهم ودعوهم وندبوهم لأجل أنهم يقربوهم إلى الله زلفى هل بعد هذا البيان بيان فإذا كان من اعتقد في عيسى ابن مريم مع أنه نبي من الأنبياء وندبه ونخاه فقد كفر فكيف بمن يعتقدون في الشياطين كالكلب أبي حديدة وعثمان الذي في الوادي والكلاب الأخر في الخرج وغيرهم في سائر البلدان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله وأنت يا من هداه الله لا تظن أن هؤلاء يحبون الصالحين بل هؤلاء أعداء @ 56 الصالحين وأنت والله الذي تحب الصالحين لأن من أحب قوما أطاعهم فمن أحب الصالحين وأطاعهم لم يعتقد إلا في الله وأما من عصاهم ودعاهم يزعم أنه يحبهم فهو مثل النصارى الذين يدعون عيسى ويزعون محبته وهو بريء منهم ومثل الرافضة الذين يدعون علي بن أبي طالب وهو بريء منهم ونختم هذا الكتاب بكلمة واحدة وهي أن أقول يا عباد الله لا تطيعوني ولا تفكروا واسألوا أهل العلم من كل مذهب عما قال الله ورسوله وأنا أنصحكم لا تظنوا أن الإعتقاد في الصالحين مثل الزنا والسرقة بله هو عبادة للأصنام من فعله كفر وتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباد الله تفكروا وتذكروا والسلام & 9 الرسالة التاسعة
صفحة ٥٥